ولد الغزواني يجتمع بقادة حملته الأنتخابية

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، اجتمع بقادة حملته الانتخابية بعد تعينهم, وأبلغهم بأنهم المسؤولين عن الانتخابات الرئاسية المقررة اجراؤها في 29 من الشهر الجاري ويضع كافة مقدرات البلاد المالية واللوجستية تحت تصرفهم, وحضوره شخصيا سيكون هامشي, نظرا لما أسماه ملفات إقليمية, وكان من المقرر أن يؤدي روتينه الديني, إقامة الحج والعمرة, وغيرها من عباداته الدينية التي يقوم بها كل عام, لكن فجأة انقلبت الأوضاع, وتلخى الرئيس عن زيارة مكة المكرمة والمدينة، وباشر الزيارات الميدانية لمقرات الحملة الانتخابية, وبدأ بملاقاة المواطنين، كما حرّك جميع قطاعات الجيش نحو مناطق في نواكشوط بما يشبه مناورات: مالذي يجري في نواكشوط هذه الأيام ولماذا هذه التحركات العسكرية؟

#تغيير_مفاجئ| كان النّظام الحاكم يراهن على الخطة السياسية التي قام بها منذ سنتين بهندسة من وزير الداخلية محمد أحمد أحويرثي والمتعلقة بتقليص عدد الأحزاب السياسية في البلاد, ومنع الترخيص لتلك التي في طابور الانتظار تحت مسمى “الخريطة السياسية”, ولم يكن في حسبانهم أن رجل التغيير بيرام الداه أعبيد يمكنه أن يغيًر هذه الاستراتيجية السياسية التي تقودهم لفوز ساحق بسهولة, بالتالي تم تعيين الوزّابين، والمزورين وأصحاب المبادرات وقادة التجمعات القبلية, وزبانيتهم، في صوّر أعادت الدولة لعهد الستينات, لكن زيارة المرشح الرئاسي بيرام الداه أعبيد إلى ولايات الداخل الأكثر تعدادا سكانيًا, أرهبت سكّان القصر الرّمادي, وجنود حديقته الخلفية, شعوب عريضة حضرت مهرجانات الرجل دون تنسيق أو إعلان مسبق, مما يؤكد أن الرجل يملك قبولا جمهوريا و الشعب ممتعض فعلا من خمسيّة الغزواني القاحلة, وبات يرى الخلاص عند ولد أعبيد.

#الإجراءات_الأمنية| هذه الوضعية دفعت رجال الحديقة الخلفية إلى اتخاذ قرارات حاسمة, بعد عدة اجتماعات أمنية مغلقة, تمخض عنها مجموعة من الأدوات الأمنية الردعية الترهيبية, وأخرى تشمل تعقيدات إدارية. تقرر القياّم باستعراض عسكري في مناطق تم تحديدها من العاصمة نواكشوط ذت شعبية كبيرة لمرشح التغيير بيرام الداه أعبيد, وهي: “السبخة، سنكيم، سيزيم، الدار البيظ، ودار النعيم، وأجزاء من عرفات” سيتم تسيير دوريات أسبوعية لمختلف القطاعات العسكرية بالتناوب في هذه المناطق بالتحديد, والرسالة واضحة، وهي: القوّة العسكرية لحويرثِيّة جاهزة عندما تفكرون بالخروج احتجاجا على النتايج أو رفضاً لها, نحن على أهبة الاستعداد لمواجهة ذلك.

#الاجراءات_الإدارية| سيتم اتباع خطوات إدارية معقدة الهدف منها حرمان ممثلي الأحزاب المعارضة وتحديدا التابعين للمرشح بيرام الداه أعبيد من الدخول إلى مكاتب التصويت تلك التي تمثل كثافة سكانية كبيرة, وذلك عن طريق، إجبار الممثلين على امتلاك وثائق رسمية بقرار التعيين من المرشح، وتكون هذه الوثائق موّقعة من والي الولاية التابعة لها المكتب ثمّ موّقعة من الحاكم ثم تخصع للتصديق من وزارة الداخلية، والهدف من هذا الاجراء التعقيدي الطويل، أن يتم استهلاك الوقت، وحرمان الممثلين من الدخول للمكاتب, لأن خلال محاولة الحصول على التوقيع، فإن الحكّام والوُلاّة بمبرمجين على التلكؤ والمماطلة وتضييع الوقت، بالتالي تضيع المحاضر، اللعبة الحقيقية تتمحور حول الحضور لتمثل المرشح والحصول على نسخ المحاضر فور فرزها، وهذا هو بيت القصيد الذي يراهن عليه النّظام، خلال هذه العمليات الكيدية قد تحدث بعض المشاكل, لذا على القوّة العسأن تكون متأهبة ومدربة سلفا على عنصر القمع وضبط الأمن.

#حماية_الأصوات| من هنا يجب على المواطنين الموريتانيين حماية أصواتهم والمساهمة في منع هذه الممارسات, وعدم السّماح للسلطة الأمنية والإدارية والسياسية, باستغلال أدوات الدولة و وسائلها الخاصة للتزوير أو دفع النّاس إلى الفوضى، لابد للمؤسسة العسكرية أن تنأى بنفسها عن أن تصلح أداة رخيصة يستغلها وزير الداخلية محمد أحمد أحويرثي لقمع الشعوب وتغيير إرادتهم بهدف بقائه في السلطة ، كل الخرجات الشعبية، والوقائع اليومية واحتجاجات سكانية تثبت بما لايدع مجالا للشك أنه لا أحد يريد إعادة انتخاب الغزواني، فهو شخص لا يستطيع قيادة الدولة، ويمنح سلطة البلد وصلاحياته الرئاسية لوزير داخليته وعدله ، وهذا مخالف للدستور والقانون, يجب حماية إرادة الناخبين وعدم السماح للداخلية أن تجر البلاد لسيناريوهات عسكرية تفرض وصاية المستفيدين من نظام الغزواني.

Sultan Elban سلطان البان

مقالات ذات صلة