العاشر يوليو 1978 وقف لشلالات دم الاشقاء…ح 2

نواكشوط 11 يوليو 2021 ( الهدهد . م.ص)

بعد الاستماع في مكتب الوالي الى البيان رقم واحد بدون تعليق من الحضور طرحت سؤالا على الوالي الداه ولد التيس: بما ذا تعلقون على هذا البيان ..؟
فكان رده الشعب الموريتاني بحاجة الى” التعليم والصحة والغذاء “ولديه مساحة شاسعة من الارض كافية لإحتضان سكانه…
فانفض الجمع وذهب الضباط الى قواعدهم لمتابعة الأوضاع الجديدة في البلد خاصة ان الولاية واقعة على الحدود مما يحتم العناية بها تحسبا لكل طارئ..
ذهبت الى مكتبي في حدود الساعة التاسعة والنصف وفي طريقي اعترضتني وحدة من الشرطة فاوصتلني في سيارتها الى المكتب لأبدا مشوار يوم طويل في هواجسه قصير في تحقيق اهداف دولة كانت على مرمى حجر من الانهيار مهتزة الأركان في جهاتها الأربع.
عندما فتحت باب المكتب سمعت رنين الهاتف أمسكت السماعة بسرعة كان الاتصال من نواكشوط يسأل احد الزملاء عن الأوضاع في ولاية اترارزة خاصة عاصمتها روصو، فكان ردي عليه الاوضاع هادئة وحظر التجول ساري المفعول .
وكنت في تلك اللحظات استمع الى الموسيقى العسكرية في المذياع تتخللها إعادة لقراءة البيان رقم واحد الذي اعلن فيه ان اللجنة العسكرية للانقاذ الوطني استولت على السلطة وتعلن حل الحزب الحاكم وكافة الهيئات المتفرعة عنه…ثم تلى ذلك البيان رقم 2 الذي اعلن فيه عن اسماء رئيس واعضاء اللجنة العسكرية للانقاذ الوطني برئاسة قائد أركان الجيش العقيد المصطفى ولد محمد السالك..
كان الشعب الموريتاني يتابع في الاذاعة التي هي الوسيلة الوحيدة انذاك قبل ميلاد التلفزة ما يصدر من بيانات عن اللجنة العسكرية، حيث كانت اول رسالة تأييد للانقلاب صادرة عن والي ولاية لبراكنة آنذاك يحيى ولد منكوس بعد صدورها بلحظات اتصل بي في مكتب الوكالة الموريتانية للصحافة مسؤول كان يتولى منصبا هاما في حزب الشعب بالولاية وطلب مني الأتصال على الإذاعة وايصال رسالة تأييده للانقلاب …
في الايام الموالية بدأت مسيرات التأييد للاطاحة بنظام المختار ولد داداه في مدن وقرى البلد من كل اطياف الشعب الموريتاني..
فقبل الانقلاب العسكري بفترة شهد البلد هجمات متتالية من جبهة البوليزاريو التي توغلت عناصرها حتى وصلت العاصمة، فما بالك بما حدث في مدن الأطراف تجكجه باسكنو شنقيط وادان وازويرات .. الخ
وفي مدينة روصو بالتحديد قبل الانقلاب العسكري بليال وقع شجار بين طلاب في المدرسة العسكرية مع طلاب في الصطارة فاعتقد سكان الحي أن البوليزاريو دخل المدينة فوقع خوف وهلع ادى إلى نزوح بعض الاسر عن منازلهم خوفا من القادم فتبين بعد ذلك انه شجار داخلى لا علاقة له بما روج من دخول البوليزاريو الى الحي .
وعليه فإن العاشر يوليو 1978 كان حدثا هاما وخطوة لابد منها لانقاذ الدولة من تقويض اركانها في خوض حرب لا ناقة لها فيها ولاجمل، وهو ايضا يوم خالد في تاريخ المؤسسة العسكرية اثبتت فيه يقظة عينها الساهرة على حماية الوطن من المخاطر عندما تحدق به فأوقفت بشجاعة شلالات دم الاشقاء…!!
الشريف بونا

مقالات ذات صلة