خطاب السيدة الأولى في حفل انطلاق قافلة التحسيس من ولاية غورغول

أكدت السيدة الأولى الدكتورة مريم فاضل الداه أنها على يقين بأن بلادنا ستوفق بحول الله وقوته في سعيها إلى بناء تنمية مستديمة تنتفي فيها كل أشكال التمييز المرتبطة بالنوع وتلعب فيها المرأة دورها كاملا غير منقوص.

وأضافت في خطاب ألقته بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تمكين المرأة والعائد الديموغرافي أن على الجميع (سلطات إدارية، علماء، إعلاميون، قادة رأي، ومجتمع مدني) تضافر الجهود في العمل على تغيير العقليات والمسلكيات التي تقف عائقا أمام تمدرس البنات واندماجهن الفعال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وفيما يلي نص الخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله نبيه الكريم

أصحاب المعالي الوزراء

السيد والي كوركول

السيدة الممثلة المقيمة للبنك الدولي في بلادنا

السادة والسيدات

ممثلو الشركاء الفنيين والماليين

السادة الولاة

السادة رؤساء المجالس الجهوية

السادة المنتخبون

أيها المدعوون الكرام

سيداتي سادتي

يطيب لي بداية أن أتوجه بجزيل الشكر لساكنة كوركول والسلطات الإدارية بالولاية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والشكر موصول للحضور الكريم خاصة شركائنا في التنمية الذين على الرغم من مشاغلهم الجمة ومن الظرفية الصحية أبوا إلا أن يتجشموا عناء السفر للمشاركة في فعاليات انطلاقة المرحلة الثانية من مشروع تمكين المرأة والعائد الديموغرافي في منطقة الساحل (اسويد) التي أسعد اليوم معكم بالإشراف عليها.

إن في كثافة وتنوع حضوركم هذا ما يدل على قوة الإجماع المنعقد حول هذا المشروع ويبعث على الارتياح والتفاؤل بخصوص تحقيق الأهداف المتوخاة منه ويزيد من نسب هذا التفاؤل إطلاق مرحلة المشروع الثانية من ولاية كوركول التي طالما أنجبت نساء رائدات رفعن عاليا مشعل النهوض بالمرأة الموريتانية.

أصحاب المعالي

سيداتي سادتي

عملا منها على تمكين المرأة من أداء دورها كاملا كفاعل تنموي أصيل أطلقت دول الساحل بدعم من شركائها في التنمية مشروع تمكين المرأة والعائد الديموغرافي في منطقة الساحل وفق مقاربة تشاركية تسمح بتحويل ما كان يعتبر مجرد عائق ديموغرافي ثقيل إلى فرصة تنموية واعدة.

وقد حققت المرحلة الأولى من هذا المشروع في بلادنا نتائج جد مبشرة إذ أظهرت المسوح التي أجريت حولها انخفاضا ملحوظا في معدل وفيات الأمهات وزيادة معتبرة في مستوى النفاذ إلى خدمات الصحة الإنجابية وارتفاعا مشجعا في نسب التمدرس ومعدلات الاستبقاء بين البنات.

وشهدت هذه المرحلة كذلك حملات تحسيس واسعة طالت أكثر من ثلاث مائة ألف فتاة واستفادت خلالها آلاف الفتيات من أشكال مختلفة من الدعم كالمنح واللوازم المدرسية وخدمات النقل المدرسي والتكوينات التأهيلية هذا فضلا عن تمويل 120 مشروعا صغيرا للمقاولة ضمن الأنشطة المدرة للدخل.

أصحاب المعالي

سيداتي سادتي

إن هذه النتائج المشجعة يجب استحضارها والبناء عليها ونحن بصدد اطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع والتي سيتوسع بموجبها النطاق الجغرافي لتدخلاته ليشمل ولايتين جديدتين هما: كوركول ولبراكنه.

إنني بهذه المناسبة أؤكد على ضرورة تضافر جهودنا جميعا (سلطات إدارية، علماء، إعلاميون، قادة رأي، ومجتمع مدني) في العمل على تغيير العقليات والمسلكيات التي تقف عائقا أمام تمدرس البنات واندماجهن الفعال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

كما أؤكد على ضرورة محاربة العنف ضد النساء والعمل على استفادتهن من صحة انجابية نوعية وشاملة وتوفير الدعم الاقتصادي لهن خاصة في ظل ما أفرزته جائحة الكوفيد-19 من إكراهات جديدة متعددة الأبعاد.

وإنني إذ أعلن على بركة الله انطلاق المرحلة الثانية من مشروع تمكين المرأة والعائد الديموغرافي لعلى يقين من أن بلادنا ستوفق بحول الله وقوته في سعيها إلى بناء تنمية مستديمة تنتفي فيها كل أشكال التمييز المرتبطة بالنوع وتلعب فيها المرأة دورها كاملا غير منقوص.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله”.

ج

مقالات ذات صلة