المدير : محمد الشيخ ولد سيدي محمد… عن تجربة

 

*الكاتب والمدون :سيدي محمد متالي*

كتب أحد الإعلاميين الذين عاشروه عن قرب وعمل معه في أحلك الظروف واشدها وطأة من الناحية المادية على المؤسسة التي هي أم الإعلام في البلد ورائدة تنوير الرأي العام منذ الإرهاصات الاولى للأستقلال.

فرغم ما مرت به من أزمات مالية وما تعرض له قادة الرأي الإعلام فيها من مضايقات أخفها السجن والمطاردة كما حدث  في أنظمة سابقة مع مديرها العام الحالي محمد الشيخ  ولد سيدي محمد.

فظلت الإذاعة قلعة شامخة من قلاع العطاء الثقافي للبلد  ومنبرا لترسيخ قيم المحبة والتسامح  بين مكونات المجتاع الموريتا ثقني

وقد توصلنا في موقع “الهدهد “الى هذا المقال الذي كتب صاحبه عن تجربة ناجحة مع المدير العام فكتب:

لم تطل تجربتي في إذاعة موريتانيا… ثمان سنوات على وجه التحديد.. و لكنها فترة تعاقب على إدارتها فيها مجموعة من المديرين… حمه ولد إسويلم.. وزير سابق، محمدن السالم ولد بوكه.. الذي عين على اتحادات الإذاعات الدولي.. إربيها بنت عبد الودود التي كانت مديرة بالوكالة… في انتظار تعيين مدير جديد…
بعد هذه الوضعية التي كنا ننتظر فيها من سيعين على الإذاعة التي تحدثوا عن حالة إفلاس و سوء تسيير فيها جاء تعيين الصحفي محمد الشيخ ولد سيدي محمد… فأحسسنا منذ الوهلة الأولى أن هنالك أمرا مستجدا على مستوى إدارتنا… بدأ التحام بين أعلى الهرم و أسفله..
بعثات في الداخل لتحديد النواقص… توزيع التجهيزات… تعميم تجربة المحطة الإذاعية على كل الولايات… تنظيم الأيام الإذاعية المفتوحة.. مما أكسب الإذاعة إقبالا منقطع النظير من المستمعين.. و بدأ الشركاء الوطنيون و الدوليون يبدون استعدادهم للشراكة مع إذاعة الخدمة العمومية…
لقد أكسب هذا العمل مدير الإذاعة مصداقية كبيرة…
المسابقات القرآنية، التركيز على الثقافة المحلية و إعطاء الأولوية للبرامج الدينية..
عندما عرضنا عليه مسطرة البرامج في محطة روصو.. لم يستطع أن يتماسك عندما قال له رئيس المحطة إنني أعد برنامجا في القراءات بعنوان ( منبر القراء)… فرفع ليَ القبعة… و قال لي: ” أهنئك على هذا البرنامج…”
كانت لدي برامج تفاعلية أخرى مثل ( كنوز المعرفة) و (ديوان الشعراء).. و ( مع الأدب) … و لكن الرجل فضل كتاب الله.. فوهبه الله تلك المكانة و المصداقية…
قال لنا يومها إنه كان يجد بعض العناء في تقديم برنامج ديني في الإذاعة.. و إنه يريد أن يجعل الإذاعة تعوض ذلك النقص… لتهتم بالقرآن و علومه…
كل هذا مع كسب عقود هامة استطاعت بها الإذاعة أن تخرج من أزمتها المالية التي تردت فيها قبله..
لقد استطاع أن يطبق لامركزية في خدمة الإذاعة…
كانت الأيام الإذاعية المفتوحة..كما أسلفت.. تبعث على التنافس بين مناطق الوطن كلها… فيتحدث السني عبداوه من آدرار و الشيخ ولد ببكر من لبراكنه و بابا ولد شيخنا من العصابة و كمرا من كَيدي ماغا و فاطمه بنت محمد فال من لعيون.. و ( أحد آخر) من ترارزه… فتجد الوطن ملتحما في الآن نفسه.. و تجد المدير العام على بعد أمتار من موزع الهاتف الذي يعطيك الخط..
ديناميكية غريبة.. و حضور غير مسبوق في كل ما تبثه الإذاعة…
لا يمكنني أن أتصور أبدا أن الرجل سيحتاج لمن يلمعه.. لأن عمله و أداءه كفيلان بتلميعه…
ذكرني المدير العام للوكالة الموريتانية للأنباء بهذا السلوك المتميز الذي يتحلى به هؤلاء الإعلاميون المهنيون في تسييرهم للمؤسسات التي أسند إليهم تسييرها…
فالذي لا يدع مجالا للشك أنه بتعيين محمد محمود ولد أبو المعالي و الحسين ولد مدو على التوالي على التلفزيون الوطني و السلطة العليا للصحافة و السمعيات البصرية.. تكون الحكومة قد أوردت إبلها مع شخص يعرف كيف تورد الإبل.. و أقول لمن يريد أن يحط من مكانة هؤلاء الرجال.. إنه ( سقط العشاء به على سرحان…)…

مقالات ذات صلة