رئيس الجمهورية يوجه خطابا إلى الامة بعد تنصيبه اليوم

نواكشوط,  01/08/2019
عبر رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عن اعتزازه بالتفويض الذي منحنه الموريتانيون لتسيير شؤون البلاد ، مؤكدا في هذا الاطار انه رئيس للجميع مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية او خياراتهم الانتخابية وأن هدفه الاوحد والاسمى خدمة كافة الموريتانيين والعمل الجاد على تحقيق آمالهم.

وقال في خطاب القاه اليوم الخميس بالقصر الدولي للمؤتمرات “المرابطون” في نواكشوط خلال حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية الاسلامية الموريتانية، ان شرفه بهذه المسؤولية لا يضاهيه سوى رغبته الصادقة في العمل على بناء دولة قوية ومتطورة ينعم كافة مواطنيها دون تمييز بأعلى مستويات الامن والرفاهية والرخاء .

واستشعر فخامته حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه قائلا: ” إنها مسؤولية بحجم الآمال والطموحات المشروعة لكل فرد من هذا الشعب العزيز في الظفر بأسباب العيش الكريم والاطمئنان على حاضره ومستقبله ،إنها مسؤولية بقدر واجبنا اتجاه اجيالنا القادمة لتوريثها وطنا يحقق لها شروط الامن والسعادة ويذكي فيها بواعث الفخر بالانتماء اليه ، إنها مسؤولية بمستوى المكانة التي نتطلع الى ان يحتلها بلدنا وشعبنا حاضرا ومستقبلا بين بلدان وشعوب العالم”.

وفيما يلي النص الكامل للخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي الكريم

فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
اصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات
معالي الوزير الاول
اصحاب المعالي والسمو رؤساء الوفود المشاركة
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيدات والسادة اعضاء مكتب الجمعية الوطنية
السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة اعضاء المجلس الدستوري
السيدات والسادة رؤساء واعضاء الهيئات الدستورية
السيدات والسادة المنتخبون
السيدات والسادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية
السيدات والسادة ممثلو المنظمات الدولية
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

اود بداية ان اعرب لضيوفنا الكرام عن عظيم الامتنان لحضورهم هذه اللحظة الهامة في تاريخ بلادنا وان اؤكد لهم باسم الشعب الموريتاني وباسمي الخاص تشرفنا بهذا الحضور الذي يعطي اصدق دليل على متانة وعمق العلاقات التي تربط بلادنا ببلدانهم الشقيقة وهيئاتهم الصديقة.

كما التمس من الجميع العذر في ان أعبر في هذا المقام عن مدى فخري واعتزازي بالانتماء الى هذا الشعب الابي الذي سطر عبر الانتخابات الرئاسية الاخيرة ملحمة ديمقراطية أكدت على نضج وقوة المنظومة السياسية الوطنية فقد كانت هذه الانتخابات ذات دلالة خاصة بالنسبة للشعب والوطن فلأول مرة يتم تداول سلمي على السلطة بين رئيسين منتخبين تكريسا للدستور واحتراما لدور الارادة الشعبية في تحديد آليات ممارسة الحكم.

ان ما تميزت به هذه الانتخابات من اهتمام شعبي تجسد في نسبة المشاركة العالية ومن دقة في التنظيم وشفافية في الاجراءات وما اتسمت به من اجواء احتفالية ومن تكريس لثقافة التعددية وقبول الرأي الآخر كلها عوامل يجب ان تشكل مصدر فخر للامة الموريتانية ومصدر اعتزاز بديمقراطيتنا التي تزداد تجذرا يوما بعد يوم، وبناء على ذلك فإنني اتوجه بالتحية الى كافة شعبنا على ما اظهر من نضج سياسي وعلى المستويات الراقية من السلوك المدني التي تحلى بها خلال مراحل المسلسل الانتخابي.

وفي هذا المقام اتوجه بشكر خاص الى الغالبية من الشعب التي التفت حول المشروع السياسي الذي تقدمت به الى الانتخابات في هبة واجماع وطني منقطعي النظير تجسدا في العدد الكبير من الاحزاب السياسية والمبادرات الجماعية والفردية التي تبنته كخيار انتخابي كما أشكرمواطني الاعزاء الذين صوتوا لخيارات أخرى واعبر لهم عن احترامي لتلك الخيارات وعن فهمي لدلالاتها، الا انني اؤكد للجميع ان الفائز الاول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني وديمقراطيته .

كما ان السياق التاريخي لهذه اللحظة يستوجب مني ان اسجل نيابة عن الشعب الموريتاني واصالة عن نفسي شهادة للتاريخ في حق أخي وصديقي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي ستحفظ له الذاكرة الجمعية الوطنية ما حقق للبلاد من انجازات تنموية شاهدة ومن مكاسب سياسية وديمقراطية رائدة، فقد شكلت بحق فترة قيادته لبلدنا نقلة نوعية في معركة النماء والاستقرار بالنظر الى ما حقق فيها من انجازات بنيوية عملاقة وما اختتمها به من احترام للدستور وعبور بوطننا الغالي الى بر الامان، فله منا جميعا التهنئة الخالصة والشكر المستحق.

ولا يفوتني كذلك ان اتقدم بالشكر والتحية لكافة الطيف السياسي الوطني على مشاركته الفاعلة في هذه الانتخابات واخص بالشكر المترشحين لها لما تقدموا به من برامج سياسية نوعت الخيارات المتاحة للمواطن، ولما بذلوا من جهود متميزة في سبيل ان تسير العملية الانتخابية وفقا للمساطر الاجرائية المعمول بها.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

من هذا المقام الذي أتولى فيه رئاسة الجمهورية، استشعر احاسيس ومشاعر ابناء وطني جميعا وهو ما يجعلني ادرك ثقل هذه المسؤولية واقدرها حق تقديرها ،إنها مسؤولية بحجم الآمال والطموحات المشروعة لكل فرد من هذا الشعب العزيز في الظفر بأسباب العيش الكريم والاطمئنان على حاضره ومستقبله ،إنها مسؤولية بقدر واجبنا اتجاه اجيالنا القادمة لتوريثها وطنا يحقق لها شروط الامن والسعادة ويذكي فيها بواعث الفخر بالانتماء اليه ، إنها مسؤولية بمستوى المكانة التي نتطلع الى ان يحتلها بلدنا وشعبنا حاضرا ومستقبلا بين بلدان وشعوب العالم.

إن التفويض الذي منحنيه المواطنون لتسيير شؤون البلاد في المرحلة القادمة شرف عظيم لا يضاهيه سوى رغبتي الصادقة في العمل على بناء دولة قوية ومتطورة ينعم كافة مواطنيها دون تمييز بأعلى مستويات الامن والرفاهية والرخاء ، ومن هذا الموقع فإنني سأكون رئيسا للجميع مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية او خياراتهم الانتخابية وسيكون هدفي الاوحد والاسمى خدمتهم جميعا والعمل الجاد على تحقيق آمالهم جميعا.

وسعيا لبلوغ هذا الهدف فقد تقدمت الى الشعب بمشروع للدولة والمجتمع سيمكننا بحول الله من العبور بالبلاد الى واقع افضل خلال السنوات الخمس القادمة، ذلك المشروع الذي يترجم رؤية منهجية تراعي معايير الشمولية والطموح والواقعية في آن معا وتؤسس لمستقبل واقعي عبر التركيز على معالجة مكامن الخلل ومواطن النقص واجتثاث الفوارق والقضاء على مظاهر التخلف .

وتطبيقا لهذا المشروع فإنني بأذن الله سأعمل دون كلل على تعزيز مرتكزات الدولة واطلاق نهضة تنموية شاملة وسريعة المفعول تراعي الاولويات الاجتماعية والاقتصادية كما سأسعى الى تطوير آليات الحكامة وتسيير الشأن العام .ففي ما سيتعلق بالمرتكزات فإنني اجدد الالتزام لشعبنا الكريم بحماية الوطن وصون الوحدة الوطنية والذود عن ديننا الاسلامي الحنيف الذي يشكل العروة الوثقى الضامنة لتلك الوحدة وكذلك لاشاعة العدل بين المواطنين .

وضمانا لسلامة حوزتنا الترابية وطمأنينة مواطنينا وامنهم سأواصل مجهود رفع الكفاءة المهنية لأفراد قواتنا المسلحة وقوات امننا وتكييف وسائلها ومصادرها البشرية مع المهام المنوطة بها، وسيكون العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في مقدمة اهتماماتي حيث سأعمل بحزم على تعزيز الشعور بوحدة الانتماء والمصير مع التركيز على تثمين المشترك وتقوية المواطنة كمعيار اوحد للتعاطي بين الدولة والمواطنين .

ولنا في ماضينا وحاضرنا من الادوات ما يجعل تعزيز وتوثيق وحدتنا الوطنية مسألة فوق الشكوك والمخاوف، وليس اقل تلك الادوات ما نسجه ديننا الاسلامي الحنيف من وشائج الدم والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين مكونات مجتمعنا عبر قرون من العيش المشترك، تلكم الوشائج والعلاقات التي انتجت شعبا يثير الفخر بتنوعه واندماجه ونظامه التكافلي ومنظومته القيمية وحضارته التي قاومت بشموخ عوامل الاندثار ومحاولات التغريب، كما سأسهر من جهة أخرى على ان تتمتع منظومتنا العدلية بكافة مقومات الاستقلال الفعلي وعلى تقريب خدماتها من المواطنين جغرافيا واجرائيا ، وسألتزم برفدها بكافة الموارد البشرية والوسائل المادية الضرورية لتصل الى أعلى مستويات المهنية والشفافية وتكسب ثقة المتقاضين.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

ان النهضة التنموية التي سنشرع في إطلاقها تهدف بالأساس الى إحداث تأثير ايجابي مباشر وسريع على حياة المواطن الموريتاني حيثما كان ضمن رؤية ثنائية الابعاد تتوخى تخفيف وطأة الحاضر وتحسين المستقبل، وفي هذا الاطار ولأن المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص امامهم تشكل اولوية مطلقة بالنسبة لي ، فسأعمل بقوة وحزم من أجل القضاء على جميع مظاهر الغبن والحيف أيا كان مصدرها وآيا تكن طبيعتها، وسأولي عناية قصوى للفئات الهشة وتلك التي عانت تاريخيا من أي شكل من اشكال التهميش عبر برامج قوية وتدخلات موجهة تمكنها من التخلص من جميع آثار التخلف والالتحاق بباقي مكونات المجتمع.

ولأن البطالة تعطيل للطاقات ومبعث لليأس ومكمن للمخاطر فسيكون التشغيل محورا بارزا ومكونة رئيسة في كل استراتيجيات التدخل الحكومي، وسأسعى بعون الله إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل لصالح كافة فئات شبابنا الذي يعاني البطالة سواء في ذلك ذووا الشهادات أو الذين لم يساعدهم الحظ أو الظروف على التقدم في مراحل التعليم ، ولقناعتي الراسخة بان التعليم هو الوسيلة الوحيدة لضمان الرقي الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمعات فان جل اهتمامي سينصب على ايجاد حلول جذرية للمشاكل البنيوية التي يعانيها القطاع .

وعلى هذا الاساس سأشرع دون تأخير في العمل على إعادة تأسيس منظومتنا التربوية سعيا الى الوصول الى المدرسة الجمهورية التي تشكل بوتقة لانصهار واندماج الأجيال وإطارا لتحصين الشباب وتكوين كفاءات مفعمة بالمواطنة ومسلحة بالمعارف والمهارات الضرورية لترقية الدولة والمجتمع ، كما سأسعى بشكل خاص على رفع مهنية التعليم التخصصي وموائمته الفعلية مع متطلبات سوق العمل والتركيز على التكوين في المجالات المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية الواعدة .

ومن جانب آخر يهمني التأكيد لمواطني الأعزاء أن ضمان نفاذهم الى الخدمات الاساسية يشكل هاجسا قويا واولوية مطلقة بالنسبة لي، والهدف الذي سأسعى بتفان للوصول اليه في هذا المجال هو تعميم خدمات الماء والصحة والغذاء حتى يتمكن كل مواطن من الولوج اللائق الى هذه الخدمات دون عناء، وسعيا لذلك سأكثف الاستثمار في شبكات المياه وفي المنظومة الصحية بشقيها القاعدي والاستشفائي وكذلك في برامج الامن الغذائي حتى تغطي هذه الخدمات الوسطين الريفي والحضري بشكل يتناسب وتطلعات واحتياجات المواطن.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

تحتل التنمية الثقافية والاجتماعية مكانة متميزة في طليعة اهتماماتي وذلك لقناعتي التامة بضرورة العمل على خلق نمو متسع الجوانب المادية والانسانية والثقافية من حياة المجتمع، وسيشمل اهتمامي في هذا المجال العمل على تمكين فئات المجتمع وخلق أطر مناسبة لتطوير الانشطة الاجتماعية والترفيهية اضافة الى ترقية وتثمين الثقافة والفنون وتطوير مختلف اساليب التعبير الثقافي والفني.

وسأعمل على تمكين المرأة – لوعيي التام ـ بضرورة مشاركتها الكاملة في الحياة العامة وحصولها على كافة حقوقها خصوصا في مجالات التعليم والصحة والنفاذ الى مصادر الانتاج، كما سأسعى الى تعزيز مشاركتها في تسيير الشأن العام عبر تقوية حضورها في مواقع ودوائر صنع القرار.

ولأن الشباب اولوية بالنسبة لي ولدي وعي كامل بحالات الهشاشة التي يعيش فيها جزء منه، فستتركز سياستي الموجهة لصالح الشباب على التأهيل وتوفير فرص العمل المستقر وتنمية الثقة في قدرة الشباب على تحمل المسؤولية ودمجه في الحياة النشطة، كما ستشمل تلك السياسة العمل على خلق بيئة مناسبة لتطوير وتأطير الانشطة و المهارات الشبابية بشقيها الثقافي والرياضي.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

إن السياسات الاجتماعية والتنموية الطموحة التي نحن بصددها تتطلب اقتصادا قويا يتسم بالمرونة ويمتلك مقومات الصمود، لذلك سأعمل على وضع أسس قوية لاقتصاد منتج ومتنوع يخلق مزيدا من فرص والقيمة المضافة ويمكن من إطلاق نهضة تنموية شاملة تتناغم فيها الابعاد الاقتصادية والاجتماعية لتخلق رفاهية ورخاء ينعم بهما الموريتانيون اينما كانوا.

وسأسعى الى تنويع المنظومة الاقتصادية والاستغلال الرشيد للثروات الوطنية سعيا الى القضاء على البطالة وخلق الثروة ، كما سأعمل بشكل مكثف على تطوير البنى التحتية الداعمة للنمو خصوصا قطاعات النقل والطاقة والاتصالات لما لها من دور حيوي في تحسين الظروف المعيشية للسكان وفي خلق المزيد من شبكات ومواطن الانتاج ودمجها في النسيج الاقتصادي الوطني ، وسأسعى ايضا الى خلق قطاع خاص تنافسي ومحرك للاقتصاد يضطلع بمساهمة اكبر في تسريع وتيرة النمو وبدور محوري في التشغيل .

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

إنني ادرك تماما ان الخطط الانمائية التي نحن بصدد تنفيذها تتطلب آليات حكامة ذات فعالية، ويتعلق الأمر هنا بتسيير الشأن العام في ابعاده الادارية والدبلوماسية والسياسية ، فكما هو معلوم لدينا جميعا يستحيل تحقيق أي نتائج تنموية ملموسة في غياب ادارة قوية وفعالة تمتلك المهارات والموارد البشرية والمادية الكافية، على اعتبار ان الادارة هي اداة الانتاج الاولى والمؤطر الاساسي لأنشطة الدولة والمجتمع ، كما ان انجاز أي نهضة تنموية داخلية تتناغم وتتعاطى مع العالم يتطلب بلا شك دبلوماسية قوية تحقق التوافق مع المحيط الخارجي وتقدم البلد للعالم في أبهي صوره، كما أنني على وعي تام بأن تنفيذ المشروع التطويري الشامل الذي اعتزم اطلاقه يتطلب مناخا سياسيا هادئا يساعد في تركيز كافة قوى الدولة على الجهد التنموي .

فبخصوص الادارة لن أدخر أي جهد في ان تكون المهنية والنزاهة واحترام المعايير الفنية والاخلاقية سمات ثابتة في ادارتنا، وسأنفذ كل الاجراءات المطلوبة لتنشيط الادارة العمومية بغية دفعها الى تأدية مهامها المختلفة على احسن وجه وتحديث اطارها المؤسسي والتنظيمي وتطوير الخدمة العمومية وتحسين العلاقة بين الادارة والمواطن والمساواة في النفاذ الى الخدمات العمومية .

اما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية فإنني اعتزم تطوير دبلوماسية ديناميكية توجهها مصلحة البلد وتستمد قوتها من انتمائنا العربي الافريقي ومن موقع بلدنا كجسر للتواصل ونقطة التقاء بين شعوب المنطقة، وعلى هذا الاساس ستعمل دبلوماسيتنا بشكل مكثف من اجل الحفاظ على السلم والامن وكذلك على ترقية قدراتنا الاقتصادية عبر جلب المستثمرين والتعريف بالبلاد وامكانياتها وما تتيحه من فرص .

وفي الشأن السياسي سأسعى الى خلق مناخ طبيعي و هادئ يضطلع فيه كل فاعل بدوره الدستوري انطلاقا من تموقعه السياسي، فبلدنا ليس نشازا ويلزمه كباقي الدول وجود اغلبية تحكم ومعارضة تتابع وتنتقد في اطار توافق يحترم لكل طرف دوره ويحدد مساحة تدخله وفقا للآليات والمساطر الدستورية ، وفي هذا السياق سأعمل على تعزيز تنويع قنوات التواصل والتعاطي مع كافة الفرقاء السياسيين سواء تعلق الامر بالمعارضة عبر مؤسستها الدستورية او بالأحزاب الممثلة في البرلمان او بمكونات الاغلبية الداعمة لبرنامجي، كما سأبقى منفتحا طيلة مأموريتي على كافة الطيف السياسي الوطني لإدراكي التام بأن موريتانيا تحتاجنا جميعا اغلبية ومعارضة .

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

عندما أعود بذاكرتي الى اللحظة التي قررت فيها الترشح لنيل ثقة الشعب، اتذكر بجلاء ان مبعثها الوحيد كان أملا شخصيا في مواصلة خدمة الوطن من موقع جديد، ومع التقدم في مسار الانتخابات ظل ذلك الامل يكبر ويتسع بتنامي حجم الاجماع السياسي والالتفاف الشعبي حول مشروع الدولة والمجتمع الذي تقدمت به ليصبح في النهاية أمل امة بأكملها، انه أمل الفرد في تحقيق ذاته في كنف مجتمع يقدره ويحميه حقوقه ، امل المجتمع في الرقي المنسجم في حضن وطن يضمن له الرفاهية و الامان، انه امل الوطن في الازدهار والتطور والتدرج في مصاف الامم، وبنيل ثقتكم اصبح هذا الامل التزاما وتحقيقه مسؤولية، وعليه فإنني أعول كثيرا على التزام كل مواطن واضطلاعه بمسؤوليته في تحقيق هذا الامل لأنه املنا جميعا.

وابتداء من هذه اللحظة سننطلق معا على بركة الله وفي كنف من رعايته ضمن مسار تنموي يكون فيه المواطن الموريتاني هو الغاية والمنطلق ،ذلكم المسار الذي لن أدخر أي جهد في ان يفضي الى تحقيق آمال وطموحات كل فرد من شعبنا متسلحا في ذلك بارادة في البناء وبالتزام خدمة الوطن، لا يوازيهما قوة وصدقا سوى ايماني بقدرة الشعب الموريتاني العظيم على مواجهة التحديات وتحقيق المعجزات.

وفي الختام اتوجه مجددا الى ضيوفنا الكرام بأسمى آيات الشكر والعرفان باسم الشعب الموريتاني الذي تشرف بزيارتهم وسعد باستضافتهم، واتمنى لهم جميعا مقاما سعيدا بيننا وعودة ميمونة وآمنة الى بلدانهم الصديقة والشقيقة ، كما اسأل الله العلي القدير ان يديم على بلادنا نعمة الامن والايمان وان يرشدنا الى ما فيه خدمة الوطن والانسان .

اشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً