ندوة بالمعهد العالي حول المحظرة الموريتانية واسهاماتها المتعددة
بدأت اليوم الخميس بمباني المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في انواكشوط أعمال ندوة علمية حول المحظرة الموريتانية تحت عنوان: “المحظرة الواقع والتحديات”، منظمة من طرف المنتدى الثقافي الجامعي “قسم المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية”.
وتهدف الندوة إلى إبراز دور المحظرة الموريتانية واسهاماتها المتنوعة في التربية والتماسك الاجتماعي والتي شكلت جزءا من موروثنا الثقافي المتعدد والمتنوع.
وأكد المدير المساعد للمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية السيد سيد محمد ولد العربي بالمناسبة، أن المعهد يعتبر أحد المؤسسات التي ساهمت بشكل فعال في تكوين واستقطاب خريجي المحاظر.
وبين أن المعهد زاد عدد الطلاب الذين يلجون إلى التعليم العالي عن طريق المسابقة السنوية المخصصة لطلاب المحاظر خلال السنتين الماضيتين وفقا لتوجهات السلطات العمومية الرامية إلى تعزيز دور المحاظر الموريتانية وخريجيها.
وأشاد في هذا الصدد باللفتة الكريمة التي حظي بها أهل المحظرة في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتخصيص جائزة سنوية للمتون المحظرية.
وبدوره بين رئيس قسم المنتدى الثقافي الجامعي على مستوى المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية السيد محمد ولد الناج، أن موريتانيا عرفت منذ قرون بعيدة بأرض المنارة والرباط وبلاد العلم والعلماء واقترن اسم شنقيط بالحفظ والفهم وسعة الباع والاطلاع.
وقال إن ذلك الصيت المعرفي والإشعاع العلمي نتاج محاظرنا العتيقة التي صنعت من تلال الصحراء وظلال الأشجار جامعة علمية متنقلة لا يحدها زمان ولا مكان، اتخذت من ظهور العيس مدرسة فيها يبين دين الله تبيانا، كاسرة بذلك قاعدة ابن الخلدون التي تقضي بتلازم العلم والحضر والجهل والبدو.
وطالب الجميع بتكاتف الجهود للمحافظة على هذا المجد حتى تظل راية شنقيط خفاقة في سماء العلم محافظة على ألقها المعرفي.
وثمن الجهود المبذولة في سبيل ذلك وخاصة جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية التي أعادت للمحظرة شيئا من بريقها وبثت روح التنافس الإيجابي في صفوف طلاب المحاظر وكذلك المسعى الحكومي لتسجيل “المحاظر” على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وجدد الدعوة إلى المزيد من العناية بالمحاظر وشيوخها حتى تتم معادلة شهادات المحاظر بنظيراتها الأكاديمية مما سيمكن خريجي المحظرة من ولوج الوظيفة العمومية، وأن يحظى شيوخها بالتأمين الصحي.
وبعد الافتتاح الرسمي تابع الحضور عروضا عن المحظرة الموريتانية واسهاماتها الثقافية والتاريخية المتعددة والمتنوعة والتي شكلت جزءا من الموروث الثقافي لموريتانيا قدمتها كوكبة من المشايخ والعلماء.
كما تناولت العروض أبرز التحديات التي تواجهها المحظرة الموريتانية في ظل الانتقال من البداوة إلى المدينة وماصاحب ذلك من تقدم وتطور من الناحية التكنولوجية والانتشار الواسع لوسائط التواصل الاجتماعي وكيفية توظيفها بشكل إيجابي في العلوم المحظرية.
وبين السادة المحاضرون أن وسائط التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحا ذا حدين ولكن رغم السلبيات المرتبطة بها فقد ساهمت بشكل إيجابي في نشر العلوم والمعرفة بصفة سلسة وأصبح البحث عن المعلومات بسيطا بدل البحث في مكتبة ورقية، مستعرضين في هذا المقام تجربة بث الدروس عن بعد في فترة جائحة كورونا.
وقال المحاضرون إن التعليم المحظري اليوم يقوم على القنوات المتخصصة والمنصات العلمية، مشيدين بتجربة موريتانيا على المستوى المحلي من خلال قناة المحظرة وإذاعة القرآن الكريم.