هدهدة…/ عناق الأمرين …/ الشريف بونا

نواكشوط. 13 يوليو 2020  ( الهدهد .م. ص)

هكذا تصنع الأيام بأهلها… فتبلي الجديد وتقرب البعيد وتمرض الصحيح وتفقر الغني وتضعف القوي بعد قوته، كل هذا يحدث وغيره بقدرة الخالق الذي لا يغيب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء .
ويقول الشاعر
دع الايام تصنع ما تشاء
وطب نفسا إذا نزل القضاء
لاشك أن من هو في الوضعية التي أنا فيها من حقه أن يتذكر قساوة عناق الأمرين : ” الفقر والهرم ” خاصة في زمن تعذر فيه التكافل وتعلقت فيه الأنفس بحطام الدنيا وقل فيه النصير إلا من رحم ربك.
دفعتني وضعيتي “عناقي للامرين ” ووضعية الكثير ممن دخلوا حظيرة ولا اقول مجال مهنة المتاعب مثلي الى كتابة هذه” الهدهدة” بعد ومضة سابقة تحت عنوان ” الصحافة بين مطرقة كورونا … وسندان عيد الأضحى” .
فكنا نحن “المعانقين للأمرين” في هذا الزمن الذي تذهب فيه جهودنا سدى بل لا نجافي الصواب اذا شبهت عطاءنا للبلد بالحطب الذي يتحترق لطهي الطعام للٱخر فإذا قضى منه حاجته سكب عليه الماء ليخمده..
ففي الدولة المدنية عندنا كل شيئ مباح ومنطقي ومساره في الإتجاه الصحيح الا إذا كان مدفوعا للصحافة بشقيها العمومي والخصوصي ..
فلاشك أن زملائ يتذكرون الوقفات الأحتجاجية للمطالبة بزيادة 50 في المائة التي منحت لجميع العمال وحرمت منها الصحافة في عهد من فعل بالبلد ما فعل …وتتذكرون سخرية المسؤول الأول الٱمر الناهي آنذاك من طرح سؤال عليه يتعلق بدفع حق منحه المرحوم أعل ولد محمد فال جعله الله في ميزان حسناته لعمال كانوا يعيشون برواتب لا تسمن ولا تغني من جوع..

أليس من العدالة والإنصاف أن نطالب بالحق مادام القانون المعمول به لم يتم تغييره خاصة أنه حق مكتسب باكتساب جزء منه  وقانون الشغل في هذه النازلة غير قابل للتأويل..؟
أليس من حقنا ونحن نعيش في فضاء الأمرين “الفقر والهرم” أن نطالب القائمين على أمرنا حسب السلم الإداري وزير الثقافة ، وزير المالية الوزير الأول رئيس الجمهورية أن يقدموا لنا صدقة ميزانية الدولة المبوب عليها قبل العيد لتساعدنا في زرع ابتسامة عل شفاه اطافلنا .
لقد اكمل طاقم  الصندوق جميع إجراءاته لدفع الصدقات للفقراء المحتاجين لها “الصحافة،”, لكن هناك جهة “ما ” تقف في وجه التنفيذ فإذا كانت تريد الأحتواء على ما تبقى من الصدقة بعد ما خصم منها لجائحة كفيد 19 ، فمن واجبنا الشرعي أن نذكرهم من باب وذكر فإن الدكر تنفع المؤمنين بما ورد في أكل الصدقة …اجار الله الجميع منه…مجرد هدهدة…

 

مقالات ذات صلة