وتر حساس … هلا ردع الشهر الكريم..؟

( الهدهد م ص .) ويصر الذين في قلوبهم مرض على ألا يطهروا وشهر رمضان من أعظم الفرص إلى ذلك وأكثرها استجلاء للعبر واستحضار للوعظ وتوجيها للخير وهداية إلى الفوز والنجاة.
فالمصابون بداء النفاق وقول الزور وقلب الحقائق وتحية الأقوياء – أهل المال المستنزف من خزائن الدولة والجبروت التي صنعوا به – تحيتهم بما لم يحييهم به الله، مستخدمين أقلامهم السيالة وألسنتهم السليطة وقلة حيائهم من أنفسهم وأهليهم والناس أجمعين.
فيما المصابون بداء الظلم والجور والتسلط على الضعفاء أو من هم تحت إمرتهم وسلطانهم بعيدين عن رحمتهم، هؤلاء في غفلتهم يمارسون حيفهم والشهر يطوقهم بأيامه المتتالية لا يشعرون، وفي غفلة لا يؤدون الحقوق لأصحابها ولا يكفون عن تقديم من لا يستحق رتبا وإشراكه في النهب والفساد لأسباب منها القرابة والولاء والتزلف والنفاق، وتأخير من يحتقرون أو يعاقبون لموقف سياسي مخالف أو حسابات من نوع ينتمي إلى عصر السيبة الظالمة العمياء.
وأما المصابون في قلوبهم بداء حب المال السهل فإنهم لا يكفون عن تزوير الفواتير وابتداع الصفقات الزائفة المضخمة بالتواطئ مع المسؤولين عن تسيير المال العام في مختلف القطاعات من ناحية، والتجار أصحاب الجملة المستوردين المحصنين ضد الجمارك وحرس البحر والحدود وأهل نصف الجملة الممررين بكفالة حفظ السوق، ينتهزون، جميعهم، فرصة شهر الصيام لرفع أسعار المواد الضرورية والاحتكار والتطفيف ومضاعفة الأرباح، من ناحية أخرى.
فلا هؤلاء ولا أولئك ولا الأخيرين قبلوا الذي يعرضه عليهم الشهر العظيم من ثواب وحسن مآب مقابل الإمساك عن إفطارهم وذويهم بالمال الحرام، ومن هدايتهم إلى استراحة المتعظ التي ستتبعها حتما إن خلصت نقاهة الإيمان.

بقلم : الولي ولد سيدي هيبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً