وتر حساس …/ بين وهم العظمة وصدمة الواقع…!

نواكشوط13اكتوبر2019  (الهدهد .م.ص)
في أرض “المليونيات” وبلاد “التناقضات الكبرى”، يقولون عبر الصحف الرديئة اللونين الأبيض والأسود، ومحطات الأف أم “الببغاوية”، والقنوات التلفزيونية التي تبث بعتاد القرن العشرين من داخل “استوديوهات” الترقيع المتجاوزة، إن فلانا اقتصادي لامع خريج المدرسة “س” في باريس أو كندا، وفلان قانوني أعيت معارفه فقهاء القانون العرب والأوربيين وغيرهم، وفلانا بز بحافظته في العلوم الشرعية علماء المشرق والمغرب (إلا من رحم ربك) وفلانا إعلامي أداؤه فوق العادة اعترفت بقدراته الفائقة دون سواه القنوات الدولية، وفلانا حير بشعره البديع واتجاله السريع عقول المبدعين حتى أثنوا وسلموا قصب السبق لأهل أرض المليونيات، وفلانا سياسي حاذق وداهية مفوه يمتلك بالفطرة والوهب رؤى محاورها شواهد يمكن تدريسها للأجيال الحاضرة والقادمة.
وأما على أرض الواقع فإنه لا وجود مطلقا لـ:
– اقتصادي نموذجي قدم مخططا تنمويا للبلد الذي يتردى في أشد أنواع التخلف والفوضى التسييرية، وأهله في صنوف الفقر، ينهب ثرواته أخس أبنائه وأكثرهم مكرا بلا وازع ديني أو أخلاقي أو وطني،
– ولا قانوني سوى ملفا من ملفات البلد الشائكة والكثيرة التي تنوء بأصناف الظلم الاجتماعي والحقوقي والمدني والتآمري أرهق المواطن وأركعه، وأخاف المستثمرين فسلبهم أموالهم وطردهم من بعد أن أوهمهم بموت خصمائهم،
– ولا فقيه وحد كلمة المعتقد المشترك بين كل المواطنين ودفع إلى العمل الصادق من أجل تحقيق العدالة ونبذ الطبقية السيباتية الظالمة أو قام بإصلاح المنظومة الأخلاقية التي أصابها قحط،
– ولا صحي صنع ملحمة إعلامية أو بنى صرحا يشار إليه بالمصداقية فيرجع إليه ويعتد حرفيته وجودة إنتاجه للمادة الإعلامية البناءة،
– ولا شاعر عكست دواوينه صدق شاعرية بالحب والحكمة ولا قوة فروسية تحمل كبرياء الفرسان وسمو نفوسهم،
– ولا سياسي صنعت رؤاه اللامعة والصادقة أفقا للتحول وتعزيز الديمقراطية.
سيل دافق وهادر من كلام لا ينتهي ليلا ونهارا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، التي يستغلها الآخر للتعلم والبناء وصالح مسار بلده، يلهينا نحن عن الإنتاج البناء بالانغماس في فن الامتداح الكاذب والشتم الزائد ونبذ فضيلة الوطنية المجردة من الوهم الدونكيشوتي.

بقلم :١ الولي سيدي هيبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً