وادان : تاريخ حافل بالعطاء ..وبصمات خالدة على قلعة من الشموخ…!!

الاربعاء 08دجمبر2021 ( الهدهد .م.ص)

تقع مدينة وادان شمال شرق موريتانيا على بعد 93 كيلو مترا شمال شرق مدينة شنقيط، التاريخية .

لقد تأسست مدينة ودان عام 536 هجرية، وتحولت بعد ذلك الى موقع  لتلاقي القوافل التجارية خلال القرن الحادي عشر الميلادي.
وتنقسم  المدينة حاليا إلى قسمين، حديث ممتلئ بالسكان وآخر يسمى بالمدينة القديمة ويعود تأسيسه إلى ألف ومئة واثنان وأربعين.

تعكس مدينة ودان جزءًا من حضارات وأمم مرت بصحراء خلال القرون الماضية وتركت بصمات خالدة حيث تحيط بوادان واحات نخيل تزيد قلعة مدينته المحصنة جمالا على جمتلهاوالاصلي رغم قساوة
الطبيعة.

لم يمنعها موقعها الجغرافي الصحراوي من ان تكون وجهة سياحية لكثير من الأجانب،  تلذين يتوافدون عليها من اوروبا  وبالتحديد من فرزسا.

وفي جانب الثقافة تضم مدينة وادان التاريخية” آلاف المخطوطات النادرة في شتى المصنفات من علوم نقلية وعقلية كالنحو والصرف والبلاغة والطب والفلك وغيرها من العلوم التي أنتجتها الحضارة العربية والإسلامية في فترة ازدهارها .

وتوجد في مدينة وادان ثمانية عشرة مكتبة تشهد على إرث ثقافي ثري لمدينة تاريخية، ظلت حقبا  من الزمن حاضنة علمية  في تغذية المنطقة، ففيها وجد أول شرح لمختصر خليل ابن اسحاق “موهوب الجليل على شرح الشيخ خليل” وفي مكتباتها  عثر على مخطوط “مروج الذهب” للمسعودي.

ولمدينة “وادان” متحف واحد يحتوي على آلاف القطع الأثرية التي يعود بعضها إلى العصر الحجري  ، فكان شاهدًا على إرث المدينة الخلاق والثقافات المتنوعة التي مرت بها لكونها كانت ممر للقافلات القادمة من الجنوب في اتجاه الشمال.

فسكان وادان  بسطاء في حياتهم ، يبتسمون للحياة ويرحبون بالضيوف ويبجلون الزائر، ليرسموا مع باقي معالم المدينة، قلعة شامخة بين وادي  باسقات النخيل  ووادي العلماء، تعزف عبر الوقت الحان تبجيلها، لتبقى محل احتفاء، رغم عاديات الزمن.

و مدينة وادان بين قائمة المدن القديمة المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو وضمن المدن التاريخية والأثرية المهددة بالإنقراض.

وخلال هذ الأسبوع ستستضيف مدينة وادان التاريخية مهرجان مدائن التراث الذي تنطلق فعالياته يوم الجمعة باشرافر من فخامة رئيس الجهمورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و الآلاف من رجال العلم والثقافة المختصين في الآثار والتاريخ.
وضمن حلقات برنامج  مهرجان مدائن التراث ستقام محاضرات على مدار أربعة أيام عن تاريخ وثقافة مدينة وادان التاريخية.

كما ستشهد أيام المهرجان  كذلك معارض الصناعات التقليدية، وجلسات الشعر الشعبي، ومسابقات الفروسية والنسيج اليدوي والحكايات الشعبية  القديمة، وعروض اللباس التقليدي والعادات والتقاليد الخاصة بالأفراح الشعبية، إلى جانب مسابقات في تلاوة القرآن والسيرة النبوية، والرماية والكرة الحديدية وسباقات للإبل والفروسية.
وبهذه النسخة تشيد  الأول مرة  القرية الدبلوماسية  ، وتستضيف ساحات وشوارع وطرقات أسواقا ومعارض تجارية وسياحية متنوعة، حيث يعرض الصناع التقليديون الموريتانيون المبدعون التحف الفنية والأثرية، وتنتعش بهذه المناسبة تجارة الخيام والأغطية والقماش والعطور.

ومنذ ازيد من  عقد أنشأت  السلطات الموريتانية هيئة من أجل حماية المدن القديمة التزاما ووفاء بما تعهدت به الحكومة الموريتانية لمنظمة اليونسكو  من  محفاظة على طابعها المعماري المتميز.

*مختار دداه*

مقالات ذات صلة