اتحاف القراء بترجمة أبى الكساء …ح3 / بقلم : د . الطالب بن المجتبى بن عنگر

 

صورة جبل كنديكه الذي  يوجد فيه قصر السلام

 

نواكشوط 19  اكتوبر 2021( الهدهد. م ص)

هاجر الإمام محمد بوكسه إلى “الشرق”، وتحديدا إلى حاضرة “قصر السلام” في أعقاب هجرات متزامنة من مدينة شنقيط في عجز القرن الحادي عشر بسبب ظروف الجفاف، والفتنة فيها.

وكان أهله من ادوعلي البيض قد هاجروا من شنقيط ونزلوا بمحروسة تججگه حوالي سنة:(1070هـ)، ولم يهاجر بوكسه من شنقيط إلا بعد وفاة والده ودفنه بها، وعليه فينبغي النظر في مدى صحة كون والده مدفونا في منطقة “آفطوط”، وأن قبره هناك منقوش باسمه، والتحفظ على تلك الحكاية المشربة بشيء من القَصَص الشعبي، والخيال الأسطوري، فقد نص ابن الزين على وفاة الحاج محمد أحمد والد الإمام بوكسه في شنقيط ودفنه فيها قبل قدوم العلويين إلى تججگه, ولعله أدرى بذلك؛ لأن روايته أقرب إلى منطق الأشياء وواقع الأمور(7 ). والله تعالى أعلم.
والظاهر أن الإمام محمد بوكسه من أوائل أصحاب الطالب المصطفى الكبار الذين واكبوا بدايات تأسيس حاضرة “قصر السلام” في آخر القرن الحادي عشر الهجري، وقد يستأنس لذلك بمصاهرة شيخه عن طريق أخته عيشه بنت الطالب عثمان، التي هي أم ولده الكبير: الطالب محمد, وأيضا توليه مقاليد إمامة المسجد والقيام بشؤونه حسب الرواية المتواترة، والمسجد أول ما يؤسس من البنيان في الحاضرة قبل أي بناء آخر.

وقد تم ذلك بعد ترتيبه من طرف شيخه قائلا له: “أنت إمامنا في الدنيا والأخرى”.

( 8)، حسب الرواية المشهورة، فإمامته في الدنيا واضحة، وهي هذه، وإمامته في الأخرى حُملت على دفنه في قبلة الطالب المصطفى في “ميل ميل” وقد وقع ذلك بالفعل، و(القبر أول منازل الآخرة)، كما في الصحيح.
وذكر الأستاذ اسلمُ أن الامام محمد بوكسه قد توفي قبل شيخه الطالب المصطفى ودفن بميل ميل قرب “انگالي” وهو معتمد في ذلك على الرواية المحلية الشائعة، ولكن ابن حامد يرى أن الطالب المصطفى قد توفي قبل الإمام محمد بوكسه، ولم يدفن قبله أحد في “ميل ميل”، بل هو أول من دفن فيه، وهذا أشبه بمنطق الأشياء؛ لأن اسم انگالي مشتق – على ما قيل- من قول الطالب المصطفى: انگالي (أي قيل لي عن طريق الإلهام) بأني سأدفن على بعد: ميل ميل، أي: ميلين، فلو كان الإمام محمد بوكسه قد توفي قبله ودفن هناك لقال لهم: ادفنوني مع الإمام محمد بوكسه، وهذا من أوضح الأمور في الدلالة على أن الطالب المصطفى هو أول من دفن بمقبرة “ميل ميل”، كما قال ابن حامد في الجغرافيا ( 9). والله أعلم.
تزوج الإمام محمد بوكسه ثلاث زيجات مباركات، فأعقب منهن: ستة أبناء وهم:

1. الطالب محمد (والد أهل الطالب محمد)، وأمه عيشه بنت الطالب عثمان: أخت الطالب المصطفى بن عثمان القلاوي: وهو أكبر أبناء الإمام محمد بوكسه.
2. الطالب أحمادُ بن محمد بوكسه (أهل الطالب أحمادُ).
3. الطالب عبد الرحمن (انبابَ) بن محمد بوكسه (أهل الطالب عبد الرحمن). وهو أحد شيوخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي, وكان نسابة زمانه, يٌرجع إليه في علم الأنساب. كما  نَقل عنه تلميذه سيد عبد الله في ” صحيحة النقل في علوية إدوعلي وبكرية محمد قلي”.

للحديث بقية

مقالات ذات صلة