ومضة/ …مقابر إدارية ….!!!/ الشريف بونا

نواكشوط 22 سبتمبر 2021 ( الهدهد.م .ص)

كثيرة عندنا هي المقابر الإدارية التي لا يزورها زائر ولا يذكرها ذاكر حيث لم تعد الإدارة الموريتانية كما كانت من قبل مدير وعمال تسمع اصواتهم وترى حركاتهم في المكاتب يستقبلون المواطن لتسوية مشاكله في هذه الإدارة أو تلك..
لقد انعكست المعادلة وأصبحت الإدارات اشباح بنايات كبيرة تحمل عناوين كتبت بخط بارز على الواجهة لكن ما بداخلها من احد …
دفعني الفضول الصحفي إلى زيارة بناية قديمة وسط العاصمة توجد بها عدة إدارات تابعة لقطاع هام من قطاعات الدولة فزرت الإدارة الاولى فوجدت أبوابها موصدة وكان بوابها يصلي الضحى في بيت الحراسة سألته عن المدير فقال متغيب منذ أيام و لما سألته عن العمال قال بأسلوب فكاهي إذا كان رب البيت للدف ضاربا وضحك..
توجهت إلى الإدارة الثانية ومن أنشطتها قاعة يزورها عادة الأجانب فالمكاتب مغلقة والقاعة مفتوحة ولا يوجد بها أحد وطني أو أجنبي قلت في نفسي أن القطع الثمينة الموجودة بها معرضة للسرقة والتحايل عليها …
ثم توجهت الي الإدارة الثالثة ولم تكن وضعيتها في الحضور احسن من الإدارتين السابقتين عندئذ تذكرت الزيارات التي قام بها الوزير الأول للقطاعات والتي ابدى فيها امتعاضه من التهاون في تنفيذ الخطط والبرامج مع توفر الوسائل مطالبا بتسريع وتيرة الاشغال واحترام اوقات الدوام وتقريب خدمات الإدارة من المواطن ..
بيد أن هذه التوجيهات لم تحظ بعناية من طرف من تعودوا على التلاعب بالمسؤولية في الظروف العادية فما بالك بزمن جائحة كورونا التي إليها يعود تحويل معظم الإدارات الموريتانية إلى مقابر واطلال تذكر بأطلال وديار شعراء الجاهلية حيث يقول أحد الشعراء :
يادار مية بالعلياء فالسندي
أقوت وطال عليها سالف الابدي
وفقت فيها اصيلانا اسائلها
عيت جوابا وما بالربع من أحدي.
أما أنا فبعد جولة في أشباح هذه الإدارات كنت أردد وحدي وكأن بي مس من الجن قول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي.

مقالات ذات صلة