توفير الأمن الغذائي ضمان للسيادة الوطنية…/ بقلم : المختار ولد خيه

نواكشوط  11 يوليو 2021 ( الهدهد .م  ص)

شكلت المقابلة التي اجرتها” قناة الموريتانية” مع رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين رجل الأعمال السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ احمد فرصة مكنته من شرح الخطوات العملية التي قام بها القطاع الخاص استجابة لنداء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب روصو للقطاع الخاص وتكليف القطاع العام بتكاتف جهودهما بغية تحقيق اكتفاء ذاتي من الخضروات و غيرها من المنتوجات الزراعية التي يحتاجها الشعب الموريتاني في ظل وضع افتصاد عالمي معقد..
وابرز رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين في هذه المقابلة استعداد القطاع الخاص للأستثمار في استصلاح الأراضي ، مقدرا المساحة التي سيتم استصلاحها واستغلالها حاليا ب3000 هكتار قابلة للزيادة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
وركز ان القطاع العام ابدى هو الآخر استعداده لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية،  مجسدا عمليا ذلك من خلال سرعة استجابته لتوقيع اتفاقية شراكة بين الاتحاد ووزارة التشغيل والتكوين المهني، تتعلق بتكوين عدد كبير من الشباب، في حين تم توقيع اتفاقية اخرى بين الاتحاد مع وزارة الزرراعة والمالية وممثلة الامم المتحدة في بلادنا .

وأوضح ان القطاع الخاص يضع كل إمكانياته المادية مدعومة بإرادته القوية إلى ولوج ساحة الميدان لخلق نهضة زراعية تكون رافعة حقيقية لسد النقص الحاصل في الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية، خاصة بعد الأنعكاسات السلبية لجائحة كورونا على اقتصاديات العالم و ما تعرض له البلد إبان ازمة” الكركرات “.
وبين أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي دعا لها من روصو رئيس الجمهورية هي الطريق الأمثل للقضاء على الكثير من معيقات التنمية في البلد، بل يشكل عدم الأهتمام بالزراعة حجر عثرة في تحقيق تنمية مستدامة فيه منذ ازيد من ست عقود خلت…
ولئلا تظل الوضعية قائمة على ماكانت عليه جاء نداء رئيس الجمهورية للقطاعين العام والخاص داعيا لهذه الشراكة التي ستضرب عصفورين بحجر واحد. حيث ستساهم في التخفيف من ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب الذي هو حجر الزاوية في تشييد صرح الدول ، وتقليص الهوة السحيقة من ظاهرة الغبن الذي تتعرض له مكونات عريضة من مجتمعنا.

فقد تعهد رئيس الجمهورية ول ” العهد عنده معنى” في برنامجه الانتخابي ” تعهداتي ” بمحاربة كل اشكال الظلم وتقليص الفوارق من خلال توزيع عادل لثروات البلد وانصاف الهيئات الهشة .
إن اعطاء مجتمعنا ظهره للزراعة و غيرها من المهن الحرة وترفع الشباب عنها رغم كونها الأساس في رفع نسبة الدورة الاقتصادية يقول السيد
محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد ، أن ذلك رسخ روح الأتكالية بالأعتماد على ما ينتجه الغير حتى في مجال قوت المواطن اليومي.
كما أكد في هذا الصدد أن القطاع الخاص منذ الوهلة الاولى وضع وسائله شريكا للحكومة في مواجهة كوارث سببتها  امطار  غزيرة  تهاطلت على مدن شيدت في مجاري المياه وخلفت وراءها خسائر مادية وبشرية في بعض المناطق ،كما حدث سباقا .
و قد دفع بالوسائل المادية واللوجستية دعما للقطاع العام لمواجهة وباء كورونا العالمي ، حيث لم يدخر جهدا في مد يد العون للحكومة للحد من انتشار الجائحة وتقليص وفياتها حتى اصبح بلدنا لله الحمد نموذجا في منطقته وغيرها ..
وقال إن دور القطاع الخاص تعزز بعد لقاء رئيس الجمهورية بالمستثمرين الوطنيين الذين اخذوا على عواتقهم مسؤولية مواكبة النظام في تنفيذ خططه ومشاريعه الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى تحسين ظروف المواطنين المعيشية والقضاء على جميع اشكال الحيف بخلق فرص يتساوى فيها الجميع، فتجلى ذلك في توقيع اتفاقيات سابقة لتشغيل آلاف الشباب في شتى مجالات تخصص الاتحاديات الفرعية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين والتي تعمل معه بانسجام وتناغم فريد ..!
وإذا كانت جائحة كورونا تسببت في غلق الحدود بين الدول وعجز الكثير منها عن تموين اسواقه بالمواد الضرورية لحياة المواطن فإن بلدنا بفضل الله اولا وباخلاص ووطنية رجال اعماله ثانيا ظل محافظا على وجود فائض من هذه المواد وملتزما في نفس الوقت بحمايتها من المضاربات بالتعاون مع الجهاز الحكومي المسؤول عن ذلك ..
وفي هذا السياق عرج رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين في لقائه مع التلفزة الموريتانية إلى الحديث عن ضرورة الأهتمام في القطاعين بتشييد البنى التحتية الضامنة للمحافظة على تخزين اكبر كم من المنتوج الزراعي في ظروف مؤاتية لإدخاله في الاسواق المحلية.
ومهما يكن فإن حصان الإنتاج الزراعي وضع أمام العربة ليجر قاطرة الإنتاج في هذا المجال الحيوي الذي هو الضامن الوحيد لتحقيق أمن و سيادة البلد..

مقالات ذات صلة