موريتانيا قبل وفوق كل شيئ…/ بقلم : أحمدو سيدنا بك

نواكشوط 06 يوليو 2021( الخدهد .م.ص)

لقد شيدت موريتانيا بتنوعها الإجتماعي والثقافي ، من دون موارد وفي محيطٍ صعبٍ لكن بفضل الله وإرادة شعبها النبيل والمحافظِ على شرفه وعظمته وتضامن مكوناته .

لقد ابديتم يا صاحب الفخامة، الرئيس ، محمد ولد الشيخ الغزواني، مبكرا العناية التي تولونها للثقافة، وللعلم و العلماء و التي تمثل ، احدى دعائم وحدتنا الوطنية في تنوعنها، وكذلك أحسن مرجعية لترسيخ ومواكبة نمو دائم منطلق من رؤيتكم الحديثة حتى ينال القطاع المكلف بالثقافة المكانة التي يستحقها للعب الدور المنوط به.
وفي هذا السياق لا يخفى عليكم ما يمثله تشييد قصر للثقافة في البلد من اهمية في جمع واحتضان اكبر كم من التراث الثقافي لإبراز مكانة تنوعنا الثقافي للوافد الى البلد من العالمين العربي والافريقي.

إن تكريس القيّم الفاضلة ، يعكسُ إعتماد الشعب على تعاليمِ ديننا الاسلامي الحنيف، دِين التسامح دين الانفتاح دين الحرية الذي جاء به خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلّم؛ إنه مصدّر ثراء لوحدتنا الوطنية بل إنه أيضا الاطار الجامع لوحدة مكونات مجتمعنا باختلاف السنها والوانها.
.

تشكل العولمة وخاصة ظاهرة ما يسمى بالشبكات “الاجتماعية” تهديدًا خطيرًا لقيمنا الاصيلة وحتّى على وجود مجتمعاتنا ذاتها، على الرغم من فائدتها النسبيّة، فإن هذه الشبكات أصبحت طريقة مبتذلة وساذجة ومصدر لنشر الجرائم والمسلكيات الشاذة مما يتطلب اتخاذ اجراءات احترازية لمراقبة ومتابعة من يحاولون عبرها تعكير صفو حياة مجتمعنا المتسامح.

و تتمثل تلك الجرائم في استخدام البعض هذا النوع لصنع و فبركة التسجيلات الصوتية والنصوص المكتوبة – لغرض وحيد هُو إيذاء الناس.

وتشكل هذه التسجيلات جريمة يُعاقب عليها في معظم قوانين العالم.
من المهم أن نتذكر أن ديننا يُحظر مثل هذا النوع من الممارسات ويعتبرها لغوياً بمثابة أكل لحم البشر.
وفي الواقع ، وباستثناء الشعور بالتطرف ، أو الرغبة في إيذاء الآخرين او الحقد، لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه التصرفات.
لا يمكننا أن نفهم ان يقوم شخص مقابل مصلحة شخصية او لأي سبب اخر بمثل هذه التصرفات وهذا السلوك الشاذ و أن يهاجم شرف الآخرين وكرامتهم.
فإن الحصول على مناصب سياسية وإدارية يمكن أن يحصل بدون التشهير بالأشخاص الأبرياء الآخَرين ، ومن الأحسن أن يحصّل الشخص على ذلك من خلال كفائاته والتزامه وخدمته لوطنه.
إن هذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا تهدف في الأساس إلى طمس مرجعية مجتمعنا وإلى زعزعة استقراره.
فإن بلدنا برهن أنه مرجعا يحتذى به في ميادين الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن والأستقرار فمن الصعب زعزعة استقراره من قبل ” السيبرانيين – المتطرفين”.

إن تنوعنا الاجتماعي والثقافي لا يمكن استغلاله لإيذائنا. إن إيماننا بديننا يملي علينا ألا نستمع للقاذفين و المتطرفين.

ولهذه الأسباب سنبقى أرض المنارة والرباط صفوفاً معتصمينَ بحبل الله جميعاً وفخورون بتنوعنا الثقافي وتاريخنا المجيد المشترك، وسنبني وطننا بساعد الوفاء الواحد.

وستبقى موريتانيا دائماً بلد الوحدة في التنوع واحترام على الآخرين وقِبلةً للقيم والتسامح،
طبقا لما رسمته في مختلف برامجكم التنموية. فإن شعبكم الملتف حولكم، يعمل من أجل أن يفهم هؤلاء و أولئك ، أن تسامحنا لا يمكن مع أولئك الذين يسعون إلى زعزعة وحدتنا الوطنية.
و نشكر القطاع الخاص على تلبية لمواكبة صاحب الفخامة في إنجاز المشراع العملاقة التنموية لشعب المويتانى. واننا على يقين ان الأغلبية و المعارضة و الشخصيات المستقلة يقفون وقفة الرجل الواحد، لبناء موريتانيا قوية ومزدهرة وموحدة.

أحمدو سيدينا بك
حاصل على شهادة الدراسات العليا في اللسانيات وتكنولوجيا التعليمية، جامعةĺ مانس-( فرنسا).

مقالات ذات صلة