أ. عبد القادر ولد أحمد يقول : تراجع ملحوظ في الأمراض المعدية .. مع تأخر في وضع حد للأمراض المزمنة…!!

نواكشوط 29يونيو 2021  ( الهدهد.م.ص)

تعتبر الصحة اغلى رأسمال يتحصل عليه الإنسان للسير بجهده وعمله إلى تحقيق أهدافه في هذه الحياة .
فالمرض عائق للمريض وللمرافق له أيضا من القيام بأي دور في الحياة ، مما يجعل الأهتمام بتوفير الخدمات الصحية في أولوية الأولويات لدى حكومات الدول .
وفي هذا الإطار تبذل الحكومة الموريتانية جهودا لتطوير منظومتها الصحية خاصة بعد مواجهتها لجائحة كفيد 19 التي أبانت عن افتقار وعجز واضح في منظومتنا الصحية لمواجهة  الكوارث التي تحل بالدول دون أن تضرب موعدا لذلك.
ففي هذا السياق وسعيا من موقع” الهدهد ” لتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع اتصل بالخبير المجرب الذي جمع بين الخصلتين” الطب والتجربة” في النظام الصحي الموريتاني  الخبير الصحي ورئيس مكتب دراسات الأستاذ عبد القادر ولد أحمد واجرى معه الحوار التالي :
سؤال : بماذا تقدمون للقاء” الهدهد” معكم حول تعريف موضوع الصحة العمومية وما يترتب عليها من خدمات؟

جواب: بادئ ذي بدء أشكر موقع “الهدهد” على الأهتمام بالشأن العام، وخاصة منظومة الحقوق الخدمية وكيفية اصالها للمواطن وساكني البلد.
كما تعلمون الصحة حق وجزء لا يتجزء من واجبات أي سلطة عمومية على مواطينيها،  وولوج السكان إلى خدمات كمية ونوعية في كل شبر من التراب الوطني والمساواة في ذلك أمر بالغ الأهمية وتحد كبير يواجه الحكومة والفاعلين الدوليين والإقليميين .
ولهذا غالبا ما يصضدم كل مسؤول توكل له هذه المهمة بجملة من العراقيل والتحديات تجعله غير قادر على تحديد الأولويات وترتيبها، فأما أن يستجيب للواقع ويستغرق في المشاكل الصحية اليومية للسكان ، وأما أن يفكر في وضع منظومة صحية وقائية وعلاجية تستجيب للمتطلبات الآنية والمستقبلية فيقضي الوقت بين هذين المطلبين الملحين حتى يغادر دون بلوغ أهداف ملموسة…
سؤال : ماهو تقييمكم للوضع الصحي في موريتانيا كخبير في هذا المجال وتقلدتم مسؤوليات هامة في مواقع حساسة منه ؟
جواب : للرد على هذا السؤال الجوهري ؛ إن التقييم الموضوعي للصحة في البلاد فهو من شقينن :
أ- الشق الأول هو تقييم المؤشرات ومن المعروف أن موريتانيا كبلد قد شهدت تحسنا في مؤشرات البقاء على قيد الحياة وانخفاض وفيات الأطفال والنساء وتراجع الأمراض المعدية وسوء التغذية في أغلب المناطق الحضرية مع تزايد في معدلات الامراض الغير معدية والمزمنة والسرطانات وحوادث السير نتيجة عوامل كثيرة من ببنها زيادة الوعي نسببا وانتشار اللقاحات وتغير النظم الغذايئة ونمط العيش..
ب- الشق الثاني وهو تقييم اداء النظام الصحي وهذا للأسف ما زال دون المستوي بسبب عدم قدرة الدولة على تنظيم هذه الخدمات والفصل بين القطاعين العام والخاص وسوء فهم الناس لمهام المنشآت الصحية بالإضافة إلى اتساع رقعة البلاد وعشوائية التقري وعدم توفر البني التحية الملائمة لتوصيل هذه الخدمات بالشكل الفني الملائم حتي صارت الخدمات كلها ممركزة في انواكشوط وشكلت ضغطا هائلا على هذه المنشآت حتى افقدتها قدرتها الاستغلالية مما أدى بالمواطنين الى البحث عن العلاج خارج الوطن واظهر المنظومة الصحية كمنظومة عاجزة عن توفير الحد الأدني من العلاجات لأغلب الحالات العادية.
كما أن الادوية والمتستحضرات الصدلية جري تمييعها وخلطها مع التجارة العامة، ثم الاستهزاء بتوريدها وحفظها وتوزيعها حتى سقطت هيبة قدسيتها كمادة نافعة وضارة للصحة في نفس الوقت،  لا يجب ان تستعمل إلا في ظروف خاصة ولا يجب ان يتاجر بها كأي مادة عادية ..
سؤال: ماذا عن اكثر الامراض خطورة وانتشارا في البلد؟

جواب : بالنسبة للأمراض الأكثر شيوعا أو انتسارا في البلاد فموريتانيا كأي بلد مر بعدة مراحل فالتوصيف الوبائي التقليدي للبلاد ان الأمراض المعدية كانت تأتي في المقدمة كالتهابات الصدر والاسهلات والسل والحميات والانتانات العامة إلا انه في العقدين الاخيرين بدأت تطفوا الأمراض غير المعدية والمزمنة ،قفزت مؤشراتها كثيرا مثل الضغط وأمراض القلب والشرايين والسكري وأمراض الكلى والروماتزم وحوادث السير والامراض المهنية ..!!
اما الاوبئة التقليدية فقد تراجعت الى حد ما مثل شلل الاطفال والحصباء والكليرا…

*للمقابلة بقية*

ادار الحوار : الشريف بونا

مقالات ذات صلة