الشيخ محمد الحافظ النحوي يصدر بيانا حول الاحداث الامنية الأخيرة

المدينة المنورة 20 يونيو 2021 ( الهدهد. م.ص)
اصدر الشيخ  والفقيه محمد الحافظ النحوي أمس  بيانا تلقينا في موقع ” الهدهد . م .ص”  نسخة منه حول اختلالات الاوضاع الأمنية التي شهدها نواكشوط  في الاسابيع الماضية.
وجاء في نص البيان :
” الحمد لله القائل “وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
والقائل جل  وعلى “الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ” صدق الله العظيم.
وصلى الله وسلم على سيدنا  وحبيبنا محمد الرحمة المهداة للعالمين القائل “الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.
أحبابنا جميعا حيثما كنتم  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وتحية طيبة من الله مباركة أسأل الله سبحانه وتعالى من هنا من ساحة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم  بالمدينة المنورة أن يحفظنا وإياكم  بحافظيته الحقة وأن يديم نعمة الأمن والأمان على  ربوع بلادنا الحبيبة موريتانيا   بلاد شنقيط أرض المنارة والرباط بلاد العلماء والأولياء والصلحاء .
من منطلق الآيات آنفة الذكر  والحديث المذكور عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أتابع  من هنا ما تداولته وسائل الاعلام من تداعيات وأحداث  في هذه الايام الأخيرة حول موضوع أمن الافراد  والأنفس والممتلكات .
وأريد أن أضم صوتي لكل الداعين لتطبيق شرع الله وأريد أن أؤكد  في هذا المضمار أن الله سبحانه وتعالى أدرى بمصالح عباده وأن شرع الله هو الدستور الخالد الذي أنقذ به البشرية في الماضي وينقذها به في الحاضر والمستقبل وأن القرءان المحفوظ بين أيدينا وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مساطر للتشريع  قدمت جميع الحلول لكل المشاكل القائمة
وأن بلدنا الذي يحمل هذا الوسام العظيم “الجمهورية الاسلامية الموريتانية ” هو  أولى من يطبق شرع الله ، فنحن أولى ان من يتفهم أن تطبيق هذه الحدود فائدتها راجعة على عباد الله تبارك وتعالى .
وعلينا أن نبادر بالتضامن فيما بيننا قيادة وشعبا فاعلين سياسين مشايخ وأئمة وعلماء ونشطاء إعلاميين وكتاب رأي  لتجتمع كلمتنا على الحق ولتجتمع كلمتنا و سعينا بعد اجتماع كلمتنا  على أمن الوطن وكرامته وعزته وأمن المواطنين وممتلكاتهم وأعراضهم وهذه هي المسلمة الأولى نتفق عليها جميعا كما قال الامام مالك “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..”
نتفق جميعا على أننا  بحاجة إلى الرجوع لشرع الله ولسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم وأننا بحاجة لتطبيق كامل لشرع الله نأخذ في ذلك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين وتاريخ أمتنا المجيدة بصفحاته النيرة  .
فبتطبيق شرع الله ينتشر السلم وبتطبيق شرع الله ينتشر الأمن وبتطبيق شرع الله ينتشر العدل وبتطبيق شرع الله نضمن بإذن الله تبارك وتعالى  ما وعدنا به الحق سبحانه وتعالي “فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ فبتطبيق شرع لله  نحارب الإرهاب وبتطبيق شرع ا نحارب الفقر وبتطبيق شرع لله تسود الأخلاق الفاضلة التي طبقها صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرءان  عندما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلقه قالت كان خلقه القرءان
أحبابنا جميعا  بعد هذا المدخل الأساسي  إن من واجبنا كذلك  التعاون مع قيادتنا صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومع سلطاتنا الادارية والأمنية في تحقيق الأمن وفي  إرساء دعائم الأمن، في إرساء دعائم التنمية ،في السعي لتحسين ظروف المواطن حيث ما  كان وإلى تجسيد  البرامج التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية و أنجز منها بحمد لله الكثير مما شاهدناه وشاهده الجميع ويشهد به كل منصف يتابع الواقع وإن شاء الله ينجز الكثير الآخر في المستقبل بتعاون الجميع وعضديه  الجميع وباعتبار الظروف العالمية التي يمر بها العالم بسبب هذه الجائحة فليس من الإنصاف الحكم على واقع بلدنا كأنه جزيرة منفصلة فالعالم كله تأثر في السنتين الأخيرتين والعالم كله يرضخ تحت آثار هذه الجائحة التي نسأل الله أن يرفعها عنا وعن  البشرية جمعاء فليس لها من دون الله كاشفة .
علينا جميعا أن نكون أمناء مع الله تبارك وتعالى ومع أنفسنا ونساعد فخامة رئيس الجمهورية وحكومته والفاعلين جميعا  على توطيد المناخ السياسي وعلى تحقيق إجماع وطني من أجل الوصول للأهداف الكبرى التي نسعى إليها.
والأحداث الأخيرة  أحداث مؤلمة ومؤثرة على كل الموريتانيين بل وعلى كل المتعاطفين معنا عبر العالم حالنا في ذلك قول الحبيب صلى الله عليه وسلم عليه وسلم “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ.”
وهذه فرصة للتعبير عن المؤازرة والتضامن  والمواساة للأسر المتضررة منها وللتأكيد أن الانفلات الأمني في غاية الخطورة و الأمن هو الركيزة الأساسية  لبناء الدول والمجتمعات .
وليس من الإنصاف على وجه الاطلاق أن نعتبر الحوادث الأمنية لتي -نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا إياها ويجنبها لكل بيت -ويجنبنا كل سوء ومكروه  حوادث جديدة كانت هذه الحوادث  موجودة في الماضي ولا حول ولاقوة إلا بالله ونرجو أن لا تكون موجودة في الحاضر ولا المستقبل وهذا ما ينبغي الاجتهاد فيه على كافة المستويات .
لكن لا ينبغي كذلك تحميل الدولة المسؤولية عن هذه الاحداث وحدها فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعا وعلينا أن نتحلى بالصدق والانصاف والأمانة  وأن نجتهد في مواجهة التحديات الكبرى التي يعيشها العالم أجمع وليس بلدنا وحده .
وأن نتعاون يدا واحدة  موالاة ومعارضة  ليكون بلدنا في الصف الأمامي في فضاء الأمن ومكافحة الفقر وفي فضاء  الأخذ بزمام العلم .
والباب إلى ذلك كما ذكرت آنفا الرجوع إلى الله تبارك وتعالى والتوبة النصوحة يقول المولى سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
وأن نجتهد في تطببيق شرع الله في كل المستويات وأن نكون جميعا سائرين على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون  شعارنا  في ذلك
إذا سار خير الناس سرت ورائه
وإن حل يوما فالمسير  بعيد
أسأل الله أن يعجل برفع هذه الجائحة عن البلاد والعباد
أسأل الله أن يديم على وطننا نعم الأمن والأمان
أسأل الله  أن يوفق ولاة أمورنا ويحفظ ويوفق فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ويرزقه البطانة الصالحة
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبعد عنا كل سوء ومكروه وأن يجعلنا من المصطفين الأخيار والصلاة والسلام على سيدنا وآله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم
من ساحة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجد وعظم .
*أخوكم ومحبكم في الله
الشيخ محمد الحافظ النحوي*

مقالات ذات صلة