نظرة في شذرات الدكتور …/ بقلم : أحمدو جعفر عالم أحمدذي

نواكشوط07  مارس 2021( الهدهد . م.ص)

لقيت تراجم الأعلام الشناقطة  التي ينشرها موقع” الهدهد” للدكتور الباحث أحمد ولد آكاه اهتماما كبيرا في الأوساط الثقافية والإعلامية .
ويندرج في هذا الإطار ما نشرته جريدة الشعب الرسمية في عددهارقم 122178 الصادر يوم الخميس 04 مارس 2021 ضمن زاوية قبسات.
وهي زاوية يومية  يكتبها الاستاذ والكاتب الصحفي ذو الأسلوب المتميز أحمدو جعفر عالم احمذي.
وقد أشاد فيها بالتراجم التي  ينشرها موقع الهدهد للدكتور أحمد ولد آكاه ،معنونا زاويته ب ” نظرة في شذرات الدكتور” وهذا نصها:
باستقصاء لا إقصاء فيه، وفي رحلة بحثية ماتعة مع “الهدهد” يحيط الدكتور أحمدو ولد آكاه بما لم نحط ب مظاهراته ويأتينا من مختلف جهات الوطن بنبإ يقين فيه كنوز من التاريخ، وفنون من المعارف، وآثار من المؤلفات، وأخبار من سير السلف، وأوراد من التصوف، و”شذرات من حياة أعلام موريتانيا”
بدأ الدكتور رحلته البحثية مع الشيخ محمد سعيد اليدالي منقبا في سيرته العطرة، ومسيرته العلمية الظافرة، وثنى بالعالم العلم أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر المعروف في أوساط الباحثين والمؤلفين بالبرتلي – صاحب فتح الشكور في معرفة أعيان وعلماء التكرور – وثلث بالعالم الزاهد والعابد الناسك الشيخ محمد الأغظف الداودي، ومن ثم صال وجال في جهات الوطن الأربع متتبعا آثار عدد كبير من أعلام هذا القطر وعلمائه البارزين، متلمسا خيط الورد الشاذلي، الذي يخيل لي أنه هو الخيط الناظم لحياة هؤلاء الأعلام الذين أراد الدكتور أن يتحدث عنهم في “شذراته” العلمية الماتعة، وأن يقدم عنهم بطاقات تعريف تذكر العارف بأخبارهم، وتدل الباحث على آثارهم،
كتب الدكتور سير هؤلاء الأعلام بأسلوب علمي رصين متوخيا في ذلك الاختصار والتبسيط، متبعدا عن التضخيم والإفراط في الحديث عن الخوارق والكرمات، مركزا على تاريخ الولادة والوفاة، ومراحل الدراسة والشيوخ والتلاميذ والآثار العلمية وبعض القصص والأخبار المتعلقة بالشخصية (موضوع الترجمة)
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور حتى الآن، وفيما اطلعت عليه من هذه التراجم مازال ينتقي من هؤلاء الأعلام من بلغ درجة المشيخة والتقديم في الطريقة الشاذلية وهو انتقاء لا يخلو من توفيق يخدم مسيرة البحث العلمي، لأن هذا المنحى من التصوف لم يحظ بما يستحق من الدراسة حتى الآن،
وربما يعود ذلك إلى أن الطريقة الشاذلية لم تنتشر في موريتانيا بشكل كبير، فلم تبلغ مثلا درجة الطريقتين : القادرية والتيجانية في الانتشار وكثرة الأتباع، بل ظلت محصورة في دوائر ضيقة من نخبة العلماء المشتغلين بالتأليف والتدريس، مما يعني أن ورد التصوف لم يكن شغلهم الشاغل، بل كانت لهم اسهامات كبيرة ومشاركات كثيرة في مختلف مجالات المعرفة الأخرى،
وذلك ما سينعكس لاحقا على الكتابة عن الطريقة الشاذلية في موريتانيا لأن الباحث في آثار وأخبار شيوخها وأعلامها واجد لا محالة في حياتهم العلمية وتحقيق مؤلفاتهم ودراسة أدبهم ما يشغله عن الوقوف طويلا مع اسهامهم في مجال الأوراد والأذكار وتربية القلوب وترقية الأرواح،
كتب الدكتور حتى الآن تسعة عشر ترجمة، وأعتقد أنه مايزال مواصلا بحثه وتنقيبه في سير هؤلاء الأعلام متتبعا ذلك الخيط الناظم لحياتهم الصوفية ( الورد الشاذلي) ذلك الخيط الذي أمسك برأسه في بداية هذا الحديث التاريخي الماتع، وعلى المهتمين بهذا المجال أن يقدموا له بعض المعلومات المتعلقة بالطريقة الشاذلية في موريتانيا، فما تزال بحاجة إلى كثير من الدراسة وتضافر جهود الباحثين.

مقالات ذات صلة