رسالة. الهدهد…/ التزلف السياسي المتوارث …!! /.الشريف بونا

 

 

نواكشوط 02 مارس 2021(الهدهد. م.ص)

حضرت مساء أمس بدار الشباب القديمة في نواكشوط أول حشد لأطر ولاية لعصابة تحضيرا لإنطلاقة بعثة من الحزب لشرح مضامين نهج خطاب الحزب بعد مؤتمره العادي الثاني .
لقد تميز هذا الاجتماع باقتصار الكلام فيه على ثلاث شخصيات بدء بالكاتب الأتحادي للحزب في ولاية لعصابة مرورا برئيس الحزب وانتهاء برئيس بعثة الحزب …
الكلمات لم نسمع فيها غير ما تعودنا سماعه في الأحزاب الحاكمة منذ قيام الدولة المدنية إلى اليوم اعلان الولاء المفرط لرأس النظام و تأليهه بنعته بجميع الصفات الحميدة و ان البلد قبله لم يجد حاكما عادلا منحازا للفقراء و المهمشين من فئات الشعب .
فذكرتني هذه العبارات بأيام كان حزب الشعب في إحدى مؤتمراته قبل الانقلاب في العاشر يوليو 1978 يردد قادته ومناضلوه عبارتهم الشهيرة “قائد الأمة وابنها البار” فبين عشية وضحاها، انقلبت الموازين وبدأ وصف قائد الأمة بأن نظامه كان نظام الرشوة والخيانة …
وعندما انتقلت نفس الوجوه من حزب الشعب إلى ” الهياكل و ” انتقلت معهم العبارات البراقة الخداعة الى قاعة دار الشباب في تظاهرة كبيرة تحمل شعارا جديدا ” هيدالة ما كيف الرجالة “.
وعندما جاء معاوية واسس الحزب الجمهوري اعطت نفس الوجوه ظهرها لنظام هيدالة وشكلت طوقا يحيط بنظام معاوية من كل الجهات فازداد التزلف وتنوعت وسائل وٱليات التعبير عن تمجيد الحاكم والاشادة بمكاسبه وانجازاته فتعددت العبارات و الشعارات ” وال ذاك يوحل فاكتاب, “والخير جان بمجيكم”
وعلى نفس السياق السابق وللابتعاد شكلا عن نظام معاوية تأسس “حزب عادل ” ساحبا البساط من تحت اقدام الحزب الجمهوري الذي لم يبق فيه من قادته ومناضليه الا النزر القليل فالتف الجميع حول نظام سيدي ولد الشيخ عبد الله معبرين عن تشبثهم بأول نظام مدني منتخب يحكم البلد وبعد الانقلاب عليه سنة 2008 دعمت وأيدت نفس الوجوه الانقلاب وتنوعت الألقاب التي أعطاها السياسيون في الحزب الجديد الذي اسسوه بديلا عن حزب عادل و هو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لرئيسه محمد ولد عبد العزيز فارتفعت الشعارات حتي صكت الاذان من قبيل “رئيس الفقراء ” و”محارب جماعات المفسدين المتحايلين على المال العام “. وبعد أن غادر المقعد اجمع أغلب القوم على أنه نهب وسرق وتٱمر على تبديد ثروات الشعب…!
صحيح أن الزمان تغير لينعقد اجتماع أطر لعصابة ببعثة الحزب في فاتح مارس 2021 ،إلا أن المكان مازال على حاله قاعة دار الشباب القديمة والوجوه في مجملها نفس الوجوه والعبارات هي نفس العبارات ..
الى متى ونحن نخادع أنفسنا ونخدع الحاكم بعجزنا عن كشف الحقائق أمامه لعل وعسى أن يجد لها علاجا شافيا أو مهدئا يخفف من تاثيراتها على المواطن الذي يهاجمه مثلث” الجهل- الفقر- الجوع ” ، في بلد قليل في تعداد سكانه غني بثرواته افسدته نخب التحايل والتملق والتزلف والنفاق من اشباه المثقفين وساسة الجيوب آن الاوان ان يتحرر صاحب القرار من الاخطبوط المدمر للحرث والنسل …؟؟!!

مقالات ذات صلة