لعنة تزوير فحوص “كورونا” تطارد الفاعلة… والمفعولة لأجله… والمفعول فيه…!!

هزت معهد بحوث الصحة العمومية فى نواكشوط فضيحة لم تضع سمعته فى الحضيض فقط ولكنها أيضا نسفت جسر الثقة الضعيف أصلا بينه وبين شركائه محليا وخارجيا والحقت بالغ الأذى بسمعة وزارة الصحة ومهابة الدولة الموريتانية .
بطلة الفضيحة هي السيدة( ع / ل) سكرتيرة مدللة ابطأت بها خبرتها وكفاءتها ومسؤوليتها ليسرع بها( نسبها) فنزلت بالمظلة مع تعيين عمها مديرا للمعهد لتكون سكرتيرة ورأس حربة فى شبكة اخطبوطية تتلوى فى مكاتب المعهد وإدارته لتنشر الفساد والتربح حتى على حساب مصالح المرضى وسمعة المعهد والوزارة والدولة ضاربة عرض الحائط بقدسية سرية الفحوصات وبابسط شعور انساني اووطني .
الحكاية ليست جديدة فالتزوير والبيع طالا تقريبا كل مايصدر عن المعهد من فحوص مصيرية طيلة السنوات الماضية.
كانت السكرتيرة توفر للمسافرين والمراجعين بالتعاون مع شبكتها اوراق ودفاتر التطعيمات والمراقبة الوبائية بمبالغ يتم التفاهم عليها ويتم لاحقا تقاسمها بضيزية بين أعضاء( الشبكة)
كانت سكرتيرة مدللة تركها عمها لتكون سيدة المعهد الذى اداره رجال يتميزون غالبا بالضعف فلايتحكمون سوى فى المقاعد التى يجلسون عليها واولويتهم حساب مستحقاتهم المادية واحيانا لامعلومات لديهم عن كل مايجرى من حولهم يتذمر العمال تتعطل الأجهزة دون أن يخرجوا من مكاتبهم المظلمة .
وفرت تلك الوضعية بيئة مثالية تحركت فيها السكرتيرة بأمان شديد وحصنت نفسها بعلافات اخطبوطية مع بعض المحاسبين والنافذين فى المعهد وصغار الموظفين .
عند بداية تكفل المعهد بفحوص ( كورونا) واعتماده رسميا جهة مرجعية لتلك الفحوص بعد تزويده بطاقم ضارب وتجهيزات متطورة واقبال الناس عليه مرضى وطلابا ومسافرين تحركت السكرنيرة بسرعة للتكسب من نتائج الفحوص المزورة وبيعها .
ومنذ حوالى 25 يوما تقريبا تمكنت بمساعدة( اخرين) من بيع عشرات نتائج الفحوص خاصة للمسافرين والاثرياء المتعجلين بمبلغ يتراوح بين 30 و60 ألف اوقية قديمة
ويبدو ان الناس اقبلوا على التعامل معها فهي تكفيهم مشقة الطابور وتستخرج لهم نتيجة الفحص بسرعة و( تضمن) لهم سلبيتها
هي مجرد سكرتيرة لاعلاقة لها بالطب ولابالمخبر ولاتحمل سوى شهادة سكرتيريا مكتبية فرنسية الله أعلم من اين حصلت عليها .
الكارثة أنها قذفت بعشرات الاشخاص إلى خارج البلاد يحملون شهادة خلو من ( كورونا) تحمل ختم المؤسسة الوطنية الوحيدة المخولة باستصدار تلك الشهادات.
والكارثة أنها قدتتسبب فى تفشى بركان وبائي خارج البلاد يتجاوز خطره خطر موجة ثانية وثالثة وسلالة عاشرة من الفايروس.
لقدكانت تصدر( انغماسيين) وبائيين يوميا تقريبا لينتشروا فى الآفاق.
وأكثر من ذلك ضربت عصافير كثيرة بحجر خيانة واحد .
ضربت مصداقية المعهد
اهانت وزارة الصحة وسمعتها و( دلت وجهها) أمام شركائها .
لطخت واجهة  الوطن بهذه الفضيحة المجلجلة
اظهرت المعهد ضعيفا مرتجفا مهنيا بلا اسرار وبلا خصوصيات وضربت فى الصميم الاحترام الذى كانت تحظى به طواقمه وتجهيزاته وفحوصاته وسمعته .
والادهى من كل ذلك أن السكرتيرة ليست الا شجرة تخفى غابة تسيب وإهمال وضعف وطني مهني فى عمل المعهد فماكان ينبغى لها متابعة مسار الفحوصات ولا تغييرها ولابيعها وليس لها الحق فى معرفة مراحل الفحص من اخذ العينة حتى إيداع النتيجة فى ظرف مغلق بالغ الأمان والسرية لاتحق رؤيته ألا للجهة الطبية اوالمخبرية التى ستستقبل صاحبه .
ثمة حلقة مفقودة  …؟!

كيف وصلت شكليات الفحص والاختام الخاصة به للسكرتيرة التى من المفروض انها لاتقوم بأكثر من ترتيب الفحوصات فى مظاريف مغلقة وسرية تمهرها فقط بالأرقام التسلسلية والتاريخ ولايحق لها لا مهنيا ولا قانونيا ولا اخلاقيا النظر فى النتائج اوالتعرف على أسرارها .
تعامل الوزارة مع السيدة كان تعاملا خجولا مرتعشا ولم يفتح تحقيق قضائي حتى الان
فنفوذ السيدة جعلها تعود لمنزلها وكأنها كانت توزع الحلوى على إيتام مشردين …
لابد من فتح تحقيق يطال السيدة وشبكتها للوصول إلى الجواب الأبرز. …
من أوصل للسكرتيرة مفاتيح النتائج ورفع السرية عن الشكليات والاختام ليتم بيعها ببساطة تحت كاميرات المراقبة …؟
ومن سهل لها عملها الخياني وساعدها فى انسيابيته …؟
الأمر جلل فضيحة بل لنقل مجزرة مهنية واخلاقية
لابد من مساءلة المتحكمين فى المعهد عبر تحقيق يبدا فى مكاتب الإدارة مرورا بالمحاسب ومصلحة الأشخاص وصولا إلى الطاقم الميداني على أجهزة استقبال الفحوص وتخزين وحفظ وتسليم نتائجها..؟
وغيرمقبول ترك السيدة تسرح وتمرح…

فماقامت به عار وطني ويجب أيضا اعادة كل الذين اشتروا الفحوص الوهمية السالبة ليخضعوا للفحص من جديد حتى لايتسببوا فى كارثة عالمية …
مع الأسف بعض دول الجوار حزمت امرها ورفضت الاعتراف بأية نتيجة( كورونا) قادمة من بلادنا وقررت أن تجري الفحص للوافدين من موريتانيا من جديد ..
الآن مع الأسف سمعة المعهد والوزارة والدولة مهزوزة اقليميا على الأقل …
وتداول معلومات مغلوطة بأن السكرتيرة طبيبة أوفنية , خبر شكل أذى معنويا للاطباء والمخبريين فهي مجرد سكرتيرة ولاتملك اية صفة علمية اوطبية اومخبربة …
الكرة فى مرمى وزارة الصحة لإنقاذ مايمكن انقاذه من سمعة المعهد الوطني الوحيد المعتمد فى التكفل بفحوص( كورونا) والمفروض أن ننائجه وتقاريره معتمدة عالميا باعتبارها جزء من جهد عالمي لمواجهة الوباء اللعين..!

حبيب الله أحمد

مقالات ذات صلة