سيد سيدي يكتب : مريم داداه تعتذر لطلاب المدرسة رقم 8

نواطشوط 30 ديسمبر 2020 ( الهدهد . م .ص

في شهر مارس من السنة الدراسية 1977 وقبل الإطاحة بالرئيس المختار ولد داداه كنت تلميذا في المدرسة رقم 8 بالعاصمة والمعروفة بأول مقر للبرلمان الموريتاني.
لقد كنت انذاك في الفصل الخامس وكانت معي في نفس القسم مجموعة من التلاميذ من بينهم إبن رئيس الجمهورية السابق محمدن ولد المختار ولد داداه والبعض من أبناء المرحوم حرمه ولد ببانه أذكر منهم : شعيب وهود وإدريس ،

إضافة إليتلامذة  من أبناء الشعب من مختلف الطبقات، القسم يضم 32 تلميذا، كنت دوما أجلس في الصف الثاني من صفوف الحجرة الثلاثة، ويجلس الي جانبي محمدن إبن رئيس الجمهورية  المرحوم المختارا ولد داداه.
وكان الطفل بسيطا جدا ولم يكن متأثرا بمنصب والده، وكنت انا بطبيعة الحال أكثر منه بساطة لأن والدي انذاك سائق حافلة تنقل عمال شركة ASECNA،اسكنا.

وذات يوم حدث إشتباك بالأيدي بين محمدن إبن رئيس الجمهورية وأحد زملائه في الفصل لا أتذكر إسمه ، للتذكير محمدن لم يكن طائشا في صغره، كانت الحادثة في وقت الإستراحة الصباحية لأن الدوام المدرسي انذاك كان صباحي ومسائي.
في نفس اليوم عند تمام الساعة 🕧 الرابعة من بعد الظهر طرق طارق باب القسم وكان معلم اللغة الفرنسية السيد Lebatt يدرسنا حصة الفرنسية،

فقال للطارق باللغة الفرنسية Entré فإذا بمدير المدرسه يدخل وبصحبته نصرانية طويلة ماشاء الله ، وقفنا جميعا للمدير بطبيعة الحال قبل أن يقولها لنا المعلم ، وكنت من ضمن بعض تلاميذ الفصل الذين لا يعرفون أن المرأة الواقفة بجانب المدير هي السيدة الأولي مريم داداه .،

طلب المدير من المعلم السيد Lebatt الإذن ليخاطبنا وكان الجميع واقفا فأعطاه الإذن، قال لنا السيد المدير أجلسوا فجلسنا جميعا إلا واحدا من التلاميذ كان في الخلف لم يجلس
قال له المدير أجلس من فضلك فأجاب التلميذ باللغة الفرنسية سيدي المدير إنها Mariem Daddah ، قال له المدير وهو يبتسم نعم لكن أجلس، ضحكت مريم داده وقالت للتلميذ شرفتني كثيرا.

ثم أخذ المدير الكلام وقال إن السيدة الأولى أتت لتقديم إعتذار من أسرة أهل داداه إلى إدارة المدرسة والتلاميذ إثر الإشتباك الذي جرى بين إبنها وأحد زملائه في الفصل.
وأخذت مريم داداه الكلام وشكرت إدارة المدرسة رقم 8 واعتذرت للمعلم Lebatt عن قطع حصة التدريسية وقالت إنها أتت خصيصا لتقديم إعتذار أسرة محمدن بن المختار ولد داداه الى الإدارة والتلاميذ ووعدت ان لا تحصل مشكلة مماثلة مثلهافي المستقبل.

هذه كانت شهادة مني لهذه السيدة المحترمة مع تمنياتي لها بالشفاء 🤲

مقالات ذات صلة