كتب حنفي : ترجل الرجل الفاضل الشيخ محمد الحافظ ولد فتى

22 ديسمبر 22 ( الهدهد .م  ص)

ترجل الشيخ محمد الحافظ بن العلامة القاضي محمد عالي بن فتى عن صهوة جواد السيادة والأدب والحكمة وهو فارس فذ من فرسان المروءة والقيم النبيلة نذر نفسه ونفيسه لخدمة مجتمعه والسعي فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
جمعتني بالمرحوم بإذن الله مجالس كثيرة واجتماعات عديدة كانت في أغلبها تتعلق بالمصالح العامة لمجتمعنا الأهلي الذي قطع محمد الحافظ على نفسه عهدا أن يتابع تفاصيل أحوال المرضى فيه والفقراء والمعوزين ومن لا معيل لهم ومن نابتهم نوائب ومحن تفرض الوقوف معهم ومساعدتهم.
وقد أعانه الله بفضله على ذلك بالتيسير والتسخير؛ ولا شك أن ذلك كله راجع لصدق نيته وإخلاصه في عمله، ومن أهم الشواهد على ذلك ما كان يتحقق بدعوته في وقت يسير من الأمور الصعبة التي يحتاج تحقيقها لحكمة وحنكة تامة، جمعهما الله له في كلمات يسيرة يستهل بها خطابه في كل اجتماع. وقد تتكرر في الأسبوع الواحد دعواته الاستعجالية فتتكرر معها الاستجابة الحسية والمعنوية من المدعوين لتحققهم أن ما يدعوهم له وما يجمعه عليهم لا يقصد من خلاله منفعة شخصية ولا يريد به إلا الخير لهم في الدنيا والأجر والثواب لهم في الآخرة.
‏عرفته رحمه لطيفا في معاملته قويا في طرحه سمحا في مجادلته واسعا في ملاطفته غير مستبد برأيه بل يعفو ويستغفر ويشاور في الأمر وإذا عزم توكل على الله.
‏واليوم وقد دعاه الله لقربه فإننا نسأله وهو أكرم الأكرمين أن يثبتنا وإياه بالقول الثابت وأن يكرم نزله ويوسع مدخله ويتقبل منا ومنه صالح الأعمال. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا محمد الحافظ لمحزنون.
‏وبهذه المناسبة الأليمة فإنني أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة باسمي شخصيا وباسم الخليفة السيد محمد الكبير بن دهاه وباسم كافة أفراد أسرة الشيخ محمد مختار بن دهاه إلى أسرة الفقيد وذويه وأخص بالذكر والدنا ومحبنا الشيخ محمد يحي بن فتى أطال الله بقاءه والأخ العلامة محمد الأمين الملقب عرفات وأعزي إخوة المرحوم وأنجاله الكرام البررة كما أعزي أختنا ووالدتنا الكريمة بنت الأكارم مريم السالمة بنت لمرابط بن الطلبة وكل أفراد الأسرة العامة والخاصة وجميع حواضر العلويين من شنقيط إلى بكمون بل وجميع المسلمين المسالمين في مشارق الأرض ومغاربها سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويبارك في عقبه ويلهمنا وأهله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين. ‏
د. محمد الحنفي دهاه

مقالات ذات صلة