ومضة…/ لكل مقام مقال…/ الشريف بونا

نواكشوط 19 ديسمبر 2020 ( الهدهد .م ص)

المزايدون يتحينون الفرص بل يختلقونها لنفذ سمومهم التي تضيق صدورهم ونفوسهم الأمارة بالسوء بحملها حتى تكاد تنفجر لتتطاير شظاياها في كل اتجاه.
ففي فاتح مارس 2019 وفي ملعب شيخا ولد بيديا في قلب العاصمة نواكسوط، ألقى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خطاب إعلان ترشحه لرئاسة موريتانيا فأبان للشعب فيه  عن رؤية حكيمة ونظرة خاصة لماضي البلد معترفا لمن تولوا قيادته بما انجزوه من مكاسب،  وملتمسا العذر لما وقع من أخطاء فكان في هذا المقام منصفا، وقديما قيل “الإنصاف من شأن الأشراف”.
لقد كان خطاب الرئيس في ذلك المقام جامعا للخصال الحميدة،  مانعا من الانزلاق في المسلكيات الشاذة التي كانت نهجا متعبا قبله في ابراز عيوب من قادوا البلد، وكأنه في ذلك المقام يقول بلسان حاله وبفصاحة عربية لم نعهدها من قبل ما قاله الشافعي :
وعينك إن أبدت إليك مساوئا
فصنها وقل ياعين للناس أعين .

فبالأمس كان لزاما على رئيس الجمهورية بوصفه يتولى قيادة مجموعة دول الساحل أن يوجه خطابا باسم هذه المجموعة الناطقة باللغة الفرنسية إلى المنظومة الدولية في ظرف خاص، فأصبح في هذه الحالة لزاما تنزيل المثل العربي “لكل مقام مقال “.
فحاول البعض عن سبق إصرار وترصد أن يخلق شحنة من الكراهية ويوجه تهما زائفة ويروج بضاعة كاسدة، منتهزا فرصة تزامن خطاب الرئيس باللغة الفرنسية مع تخليد يوم اللغة العربية التي لم ولن تجد من هو أحرص على التمكين لها على اديم هذه الارض منه.
كبرت كلمة تخرج من افواه المزايدين الذين يحاولون عبثا النيل ممن سعيه وجهده منصب في جمع المحامد لبلده وشعبه.

 

مقالات ذات صلة