ومضة …/ الهدم اسرع من البيان…/ الشريف بونا

نواكشوط  12  ديسمبر 2020 ) الهدهد . م. ص)

صادق منذ عشر سنوات مجلس الوزراء الموريتاني على إنشاء صندوق لدعم الصحافة الخصوصية بمبلغ مالي تعتبره الحكومة أقصى ما يمكن أن يقدم لمن أطلق عليه أعداؤه تقليلا من شأنه واحتقارا لدوره في الساحة ” البشمركة””.
وضعت لجنة الصندوق عند تشكيلها معايير وشروط لابد من توفرها لمن يريد الاستفادة من المبالغ المخصصة لهذه الهيئة الإعلامية أو تلك، دون أن ننسى أن أهم معيار يتبع عندنا هو مزاج المسؤول الأول الذي يحرص من يأتمرون بأومره بالمحافظة عليه وباقي الشروط الأخرى ثانوية بل متجاوزة.
ظل الصندوق على مدى عشر سنوات يقوم بتوزيع هذه المبالغ تارة يكون توزيعها مقبولا عند اغلب المستفيدين منها لأن نسبة العدالة فيها قد تصل إلى ما يفرض التغاضي عن رفع الصوت بالاحتجاج ضدها وطورا يقع بعض التذمر .
ففي هذه السنة التي تختلف عن الأعوام الماضية لتأثير جائحة كفيد 19 الاقتصادية على الحكومات والمؤسسات الاقتصادية العملاقة والبنوك و و..و..
لا شك أن الصحافة الخصوصية اخذت حصة الأسد من هذا التأثير فلا اشهار ولا انشطة تستفيد منها ورغم ذلك حافظت على القيام بدورها في التحسيس بمخاطر الوباء لإنارة الرأي العام في مواجهة الكارثة…
فكان أملها الوحيد ان تستفيد من مخصصات دعم الصحافة بعد أن قررت الحكومة زيادته ليصل إلى 240 مليون قديمة وشرعت لجنة الصندوق السابقة في إعداد اللوائح طالبة من الجهات الراغبة في الاستفادة تحضير ملفاتها فلم تتأخر في ذلك رغم تكاليفه لحاجتها الملحة في المبالغ .
فعندما اكتمل كل شيئ وبات توزيع المبالغ قاب قوسين أو أدنى جرت الرياح بما لا تشتهي سفن الصحافة الخصوصية، تحركت جماعة من النافذين الطامعين في الحصول على ما لا يستحقون لتنسف العملية نسفا ، وتطلب من الجهة الرسمية وقف عملية التوزيع الجاهزة بطرق شفافة وعلى معايير واضحة . ..
والأدهى من ذلك والأمر انها قامت بتشكيل لجنة جديدة اغلب أعضائها ورئيسها لم تكن لهم معرفة مسبقة بتسيير موارد الصندوق، لكنهم يعرفون جيدا أن هدم ما شيد في عشر سنوات خاصة ما تم تحضيره في سنة سوداء سهل عليهم هدمه في ساعات بل لا يتطلب ذلك انفاقا ماليا من موارد الصندوق التي نتوجس خيفة من أن  تكون شاة بفيفاء لك ..فلك.. فلك ..فلأخيك ولا نصيب فيها لذئب.. ولا للهدهد .. ولا ..ولا ..ولا …؟!!
اللهم بفضلك وجودك وكرمك ارفع عنا البلاء وعن جميع المسلمين ولا تسلط علينا من لا يرحمنا ولا يخساك في حقوقنا…!!

مقالات ذات صلة