ومضة…/ قصة المرأة مع ولدها …/ الشريف بونا

نواكشوط 09 ديسمبر 2020 ( الهدهد . م .ص)

يحكى ان امرأة كانت في ريعان شبابها فرزقت غلاما مكتمل الخلق فنظرت إليه بحنان، نظرة الأم بعد أن يخف عليها ٱلام وضع الحمل وما ادراك ما تلك الٱلام التي يقول الله عز وجل فيها ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا)…؟
في تلك اللحظة الحرجة تبادر إلى الأم الاسم الذي ستختاره لإبنها ولم تتردد في أن تسميه باسم من اسماء التفاؤل المتفشية في مجتمعنا “لغاثة”، وذلك لعمري اسم في غاية التفاؤل ومختزل في خمسة احرف سهلة النطق عميقة الدلالة…
عندما بلغ الولد سن الفطام لا حظت الأم أن مزاج إبنها على غير عادة الأطفال في سنه ، لكنها ظلت تحافظ على تربيته وكلما تقدمت به السن كان الولد يسير في الأتجاه المعاكس لما كانت تنتظر منه …!!
فحاولت مع شيوخ المحاظر أن يعلموه القرٱن ويحسنوا من سلوكه ليتربى الولد تربية اترابه في الحي لكن هيهات… هيهات.. فلم تفلح في ذلك …؟!
وبعد أن أصبح رجلا على أشده بدأ في عقوقها متجاوزا أمر الحق سبحانه وتعالى له ( فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )..
لقد تجاوز الولد ذلك كله بضربها المبرح أمام الناس ولم تزل حياته القاسية معها على حالها إلى أن جاء يوم الخالص من عقوقه لها …
في يوم من أيام الحي قررت الأم أن تعلن عن عقيقة وأخذت شاة من غنمها، مستدعية أكابر القوم للمناسبة ، والجميع في حيرة من أمرها … لا مولد جديد لديها…!!
وبعد أن اكتمل الجمع والإبن جالسا إلى جانبها قالت والدموع تنهمر من عينيها اشهدكم أن ابني هذا سميته في مهد ولادته لجهلي حقيقة مستقبله ” لغاثة ” وعندما تبينت لي حقيقته بعد أن أصبح رجلا وفعل بي ما فعل سأسميه اليوم” اشكم إسلاكه”، فبكى الولد بكاء شديدا وقال اشهدكم انني من اليوم قررت برورها واغاثتها من كل مكروه…
لقد تذكرت هذه القصة بعد أن عانيت مع زملائ من إقصاء لا مبرر له من لجنة كنا نعلق عليها من الأمل ما كانت تعلقه الأم على ولدها… فهل من منصف ل” الهدهد” والمواقع الأخرى … أم اننا سنظل كمن يستجير بالرمضاء من النار…؟؟!!

مقالات ذات صلة