ومضة …/ جائزة حفظ المتون …ترسيخ القيم../الشريف بونا

نواكشوط 17 سبتمبر 2020( الهدهد.م .ص)

لم يكن القرار بتخصيص جائزة لحفظ المتون المحظرية التقليدية خبطة عشواء ولا حالة نشاز في هذه المرحلة من تاريخ البلد التي شعارها الحقيقي” إعادة ترسيخ القيم الفاضلة” النابعة من اصالة هذا البلد وعمقه الحضاري الاسلامي مجتمع حمل لواء الفضيلة في قرون خلت وكانت علامته المميزة عند الٱخر في مشارق الأرض ومغاربها.
لا يختلف إثنان ممن لهما المام بتاريخ بلاد شنقيط المجيد في الدور الذي لعبته المحظرة في نشر العلم الذي كان يدرس فيها من تحفيظ للقرٱن الكريم ورسمه وإتقان تجويده، والسيرة النبوية المطهرة ، والمتون الفقهية بأصولها وفروعها واللغة العربية بنحوها وصرفها ومنطقها وبيانها…
ومن تأثيرات الغزو الثقافي الغربي لبلدنا محاربته العنيفة للمحظرة الحصن المتين والدرع الواقي الذي حطم آماله في مسخ هوية الشعب الموريتاني كما فعل لشعوب القارة الاخرى، و ذلك عن طريق تدريس لغته ونشر مدارسه في ربوع البلاد ومنح مخصصات مالية مغرية وكفالات مدرسية لطلابها و قد سعى لتقليص الإقبال الذي كان ديدن سكان البلد على المحظرة ومحاولة تحييدها عن الواجهة لكن (يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
لا شك أن قرار رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
بتخصيص جائزة لحفظة المتون المحظرية يحمل اكثر من معنى ويرمز إلى أكثر من هدف خاصة في وقت ظهرت فيه ٱراء التشكيك في العلم والعلماء ومحاولات للخروج على العلوم المحظرية التي درسها الأجداد جيلا بعد جيل على ظهور العيس في ربوع هذا الوطن بعز وشموخ.
فلا غرو ولا عجب في أن يمنح رئيس الجمهورية جائزة تحفيزية على حفظ المتون المحظرية التي كانت ومازالت وستظل تاجا نفتخر به فوق رؤوسنا جيلا بعد جيل…

مقالات ذات صلة