هدهدة…/ الأحزاب نمور من ورق…/ الشريف بونا

نواكشوط 09 اغشت 2020( الهدهد )

يعتمد الممارسون للسياسة في قوة عضدهم على التمكن من خلق قواعد شعبية تنصهر في إطار منظم لها يطلق عليه ” الحزب” الذي غالبا ما في عالمنا نحن ترتكز اديولجيته العقائدية وخطه السياسي على ما يملى عليه من فوق ..
والغريب أن المجتمع الموريتاني تعود في النهج السياسي أن يكون مفعول به لا فاعل يتأثر مما يحاك حوله، لا مؤثرا فيه …ولا صاحب رأي يأخذ منه ويرد فهو مجرد ٱلة تستخدم كلما دعت الحاجة إلى استخدامها في ظرف ما .
ففي العالم من حولنا للأحزاب دور بارز في تحريك الشارع وتغيير مسار الأنظمة إن هي حادت عن جادة الصواب وسارت في طريق مخالف للمصلحة العامة لبلدانها ، وبالمقابل تكون الأحزاب سندا قويا للأنظمة التي تتبنى اتخاذ قرارات ذات ارتباط مباشر بالمصلحة العامة للبلد ولها انعكاسات إيجابية على تغيير أوضاع الشعب إقتصاديا وإجتماعيا وتلعب دورا في تقوية لحمته الإجتماعية ونشر قيم العدالة والتسامح والأخلاق الفاضلة.
مما هو مستغرب من أحزاب النمور الورقية عندنا أنها في أغلب الأحيان لا تفرق بين المصلحة العامة وماهو عكسها… ولا تعرف أكثر من ذلك كيف تتحرك في الوقت المناسب لكسب ثقة الرأي العام الذي يجب أن يكون وسيلتها وغايتها في تحقيق أهدافها واستراتيجيتها إذا كانت لها أهداف واستراتيجيات تسعى لتحقيقها وإن كنت لا اعتقد ذلك في الوقت الراهن ؟؟.
بالأمس القريب اتخذت السلطة التشريعية لأول مرة في تاريخ البلد خطوة غير مسبوقة بحق تمثلت في تشكيل لجنة للتحقيق في ملفات عاث من ارتبطوا بها فسادا في الأرض وخربوا إقتصاد شعب يعاني أغلبه من العيش تحت خط الفقر وفساد في التعليم وتدهور في الصحة ونقص في جميع وسائل العيش الكريم بما في ذلك الماء الذي هو عصب الحياة.
ففي مثل هذه الحالة يجب أن تشعر السلطات سواء كانت تشريعية أو قضائية او تنفيذية أنها تقود شعبا يملك قيد أنملة من الشعور بالوطنية والإحساس بالمسؤولية واعني بكلمة “الشعب” هنا الأحزاب التي تجاوزت حد المعقول في التراخيص الممنوحة لها.

ففي اعتقادي أنها قصرت في استخدام الفرصة المتاحة لها لتعبر عن نفسها وللرأي العام الدولي أنما قامت به لجنة التحقيق البرلمانية مطلب شعبي لا مساومة فيه، فبتقاعسها جعلت الرأي العام  الوطنى من حقه أن يصفها بأنها نمور من ورق …أليس الأمر كذلك..؟؟

مقالات ذات صلة