بنتو صو موسى، في لقاء مع الهدهد : قطار دمج الاشخاص ذوي الإعاقة في حياة المجتمع وضع على السكة …

 

 

نواكشوط  26 يونيو ( الهدهد .م .ص)

كان الشخص المعاق في المجتمع الموريتاني عالة على أسرته التي في أكثر الأحيان تتكتم على وضعيته المبتلى بها وتنبذه في مكان قصي من منزلها لئلا يشاهده زوارها , بل وتعتبره في بعض الأحيان وصمة عار في جبينها، متغافلة عن قوله عز وجل(هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء).

وفي العقود القريبة برز أهتمام من بعض الأشخاص المعاقين بدرجة تسمح لهم بطرح قضيتهم وقضية الذين تسيطر وضعية إعاقتهم على بقائهم من وراء حجاب عاجزين عن التعبير عنها .
فأضحت وضعية الاشخاص المعاقين بدنيا وذهنيا تطرق الأبواب باستحياء لتصل في نهاية المطاف إلى مراكز صنع القرار عن طريق تكوين منظمات من المجتمع المدني أدركت عن وعي ضرورة ولوج الاشخاص المعاقين إلى اقتحام الأماكن العامة والتعايش مع المجتمع بعيدا عن الانكفاء على الذات .
ومن بين هيئات المجتمع المدني الجمعية الموريتانية لحماية الأشخاص قصيري القامة ” الأقزام”  التي  بدأت منذ سنوات ناشطة في هذا المجال .
وسعيا من “الهدهد”  لتعريف زواره أكثر بدور هذه الجمعية أجرى اللقاء التالي مع رئيسها السيدة بنتو صو موسى :
سؤال : هل من بطاقة تعريف للجمعية متى بدأت أنشطتها ،وماذا عن أهدافها؟

جواب : بادئ ذي بدء اشكر موقع” الهدهد ” على اتاحته الفرصة لنا لإطلاع زواره على جهودنا الرامية إلى المساهمة في تغيير نمط حياة الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة قصيري القامة ” الأقزام”.
فبطاقة تعريف الجمعية تتلخص في أنها جمعية تهتم بمواكبة العمل المقام به لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة ، حيث بدأت أنشطتها رسميا سنة 2015 عندما حصلت آنذاك على ترخيص من وزارة الداخلية واللامركزية لمواصلة مشوارها المتمثل في وضع خطط وبرامج تهدف إلى تنظيم أنشطة حسب المتاح تستهدف تحسين ودمج هذه الشريحة في حياة المجتمع.
سؤال : هل يمكن أن نعرف عدد المنتسبين للجمعية وماهي شروط وضوابط الأنتساب لها؟
جواب : شروط الأنتساب للجمعية محددة في نظامها الأساسي ،حيث يحق لكل من يحمل الجنسية الموريتانية الانتساب إليها  مقابل دفع اشتراك بمبلغ يساوي من الأوقية الجديدة 20 أوقية.
ومن ضوابط الانتساب أن يكون المنتسب من شريحة المعاقين وأن يكون ملتزما وخاضعا للنصوص المنظمة لسير عملها ،مع أن باب الأنتساب مفتوح للراغبين بشكل تطوعي في دعم انشطة الجمعية التي تسعى من خلالها إلى دمج هذه الشريحة.
سؤال : لا حظنا أن جمعيتكم تهتم بدمج شريحة عريضة من المجتمع كانت في دهاليز النسيان هل لديكم تصور عن عدد الاشخاص المعاقين ذهنيا وبدنيا في البلد ؟
جواب : سؤال مهم ويطرح نفسه بالحاح على الجهات المعنية بذلك ،فما هو متوفر لدينا من معلومات حول عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حتى لٱن ينحصر في محاولتين لحصر عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حيث تحدد النسبة المقدمة من المكتب الدولي للشغل العدد ب 8% بينما هناك إحصاء مقام به من طرف منظمة دولية يحدد النسبة ب 10%.
وما تجدر الإشارة إليه في هذه النقطة بالذات أن المرجعية في الإحصاء التي يجب أن تعتمد تلك التي يعلن عنها المكتب الوطني للٱحصاء الذي حسب علمي لم يقم بٱجراء لإحصاء هذه الشريحة مما يسهل عملية دمجها في الحياة ويكون ذلك أشمل وأعم اذا وضعت خانات لتحديد نوعيات الإعاقة سواء كانت ذهنية أو بدنية أو إعقات كلية أو جزئية .

سؤال : فماذا عن الخطط التي تنتهجها جمعيتكم لدمج أفراد الشريحة في انشطة تغير من وضعيتها ؟
جواب : نضع كل سنة برامج وخطط نسهر على تطبيقا نحدد فيها مجموعة من الأنشطة حسب الأولويات، فتقوم بتنظيم دورات تكوينية للأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات متنوعة وحسب قدرات الشخص المعاق نفسه , من بينها دورات تكوينية في الخياطة والصباغة والتجميل، ضف إلى ذلك تكوين بعض الأشخاص المعاقين على تصنيع مواد محلية على سبيل المثال لا
الحصر قمنا بدورة تدريبية تم تكوين المشاركين ، فيها من طرف خبراء على صناعة الصابون من مواد محلية .
وتحقق هذا الجهد بدعم من بعض شركاء الجمعية الدوليين الناشطين في هذا المجال والمهتمين بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في انشطة المجتمعات.
سؤال: هل لجمعيتكم أنشطة خارج نواكشوط من خلال ممثليات في الداخل ؟
جواب من بين الأهداف التي نسعى لها توسيع دائرة التمثيل في الداخل للتعرف عن قرب على أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة وجلب ما أمكن من المساعدة لهم للتخفيف من معاناتهم لكن إلى حد الأن لم نتمكن من ذلك ، ولدينا فقط ممثلية في ولاية لعصابة .
فمن أين مصادر تمويل الجمعية وما هي أهم المكاسب التي تم إنجازها حتى الٱن؟
جواب : مصادر تمويل الجمعية بالإضافة إلى اشتراكات المنتسبين تتمثل أساسا في منحة سنوية تقدم لنا من طرف وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة التي هي الراعي الرسمي لأنشطة الجمعية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة .
ويجدر التنبيه هنا إلى أن لنا ايضا علاقات مع منظمات دولية غير حكومية مهتمة بهذا الموضوع نحصل في بعض الأحيان منها على تمويل أنشطة حيث تمكنا من تقديم تمويل 50 مشروعا مدرا للدخل لصالح هذه الشريحة .
سؤال : هل من كلمة أخيرة بخصوص دعوة الحكومة والمجتمع المدني للعمل على تغيير أوضاع هذه الشريحة ؟
جواب : نعم نطالب الحكومة بتطبيق جميع القرارات الصادرة عنها المتعلقة بهذه الفئة من المجتمع ، والاستراتيجيات التي تم إعدادها لصالحها , مثمنين في نفس الوقت التوجه الجديد لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة المتمثل في الحملة الأخيرة التي استهدفت مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم جملة من المشاريع لمساعدتهم بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الواعي لأهمية العناية بهذه الفئة التي كانت محرومة من حقوقها ودمجها في المجتمع .
وفي هذا السياق نطالب بفتح مراكز جهوية لتعليم الاشخاص المعاقين وتكوينهم مع القيام بإحصاء شامل لهم كما نطالب بفتح قسم في كلية الٱداب والعلوم الٱنسانية خاص بهذه الشريحة لتوسيع مداركها في علوم البرأي- و الإشارة .
وعليه ففي اعتقادي أنه من خلال ما تم القيام به من جهد لصالح الأشخاص المعاقين يعتبر بداية لوضع قطار السير بهم في الأتجاه الصحيح على السكة… فهل يوفق الربان بالوصول به إلى بر الأمان ؟

أجرت المقابلة : زينب إدوم احمد طالب

مقالات ذات صلة