عبر من عاداتهم : الأرقاء لا يدفنون في مقابر النبلاء…

 

الداه ولد عبد الجليل حفظه الله كان والياً لكيدي ماغه ذات مرة و كان هناك مواطن صالح يدعى بكاري كوليبالي مواطن شيد مستشفى و جهزها بالمعدات و الأجهزة و أعلن استعداده لتحمل مرتبات الأطباء و الممرضين العاملين و شرع في بناء مدرج أو مطار لقريته الوادعة ، كان كريماً ودوداً طيباً و مسالماً
تعرض فجأة لنوبة قلبية فارق الحياة على أثرها تغمده الله بواسع رحمته و طبعاً كان الوالي الداه ولد عبد الجليل ضمن المصلين عليه و مشيعيه الى مثواه الأخير ، خيم الالم و الحزن على الجميع فالرجل توفي فجأة و قد خلف الكثير و الكثير من المال و الذكر الحسن
لكن مفاجأة كانت تنتظر الجميع عند المقبرة و انا اقصد بالجميع هنا الموظفون و الإداريون و حتى التجار من غير العارفين بمجتمع السوننكي المتزمت القاسي
لقد تجمهر رجال قرية جاكيلي و اقسموا على ان لا يدفن بكاري كوليبالي بين موتاهم “النبلاء” و انما بين العبيد و كان حفار القبور في حيرة من أمره فالرجل مهم و طيب رحمه الله و من الواضح أنه يستحق احسن معاملة
فجأة انتبه الوالي و تساءل عن سبب الهرج و المرج و التأخر في حفر القبر … أخبروه…غضب السيد الوالي و كان يتأتئ و المعروف ان التأتأة تزداد حدة بالغضب
انطلق الداه يشق طريقه بين القبور ثم نادى على أحد العارفين بالمجتمع و طلب منه بكل جدية :
نعت لي اغلظ هذو الموتى اغلظهم خيمة بُ
أومأ الرجل إلى ضريح أحد ال “جابرا” :
هذو هوم الشيوخ و أعرب جاكيلي
أمر الداه بحفر قبر بموازاته و بدأت الاصوات تعلوا كان موفقاً امتزج فيه الالم و الغضب و الانكسار و الاحتجاج و لم يكن الداه بالرجل الرخو الذي يجرؤ أحد على استفزازه ….
في النهاية تقدم أحد المسنين من أقارب المرحوم و طلب من الوالي السماح له بتدخل … قبل الداه … فقال الرجل :
بني انت موظف دولة و لا تضمن البقاء هنا ؟ ان كان هذا صحيحاً فاعلم بأنه يمكن ان ينبش هذا القبر يوم تحويلك من هنا …. و اننا معشر اقاربه لن يكون بمقدورنا الوقوف عند رأسه و قراءة الفاتحة الا بوجودك …فهل تضمن ان تستمر هنا ….. نحن نقدر انك تقدر المرحوم و نقدر ذلك للدولة … لكن لنا هنا ظروفنا الخاصة
اسمح لنا بدفن ميتنا حيث يمكننا زيارته من حين لآخر و حيث سيرقد بسلام ….”
عرف السيد الوالي ان الرجل يقول الحقيقة و الصواب فانطلق لحال سبيله …..
————————————————————————
و تكولك مريم جينغ البظان عنصريين 😂😂😂

مقالات ذات صلة