موريتانيا ستهزم كفيد19../ بقلم : أم الفضل محمد حامد

نواكشوط 06 ابريل2020( الهدهد .م .ص)
واكبت حكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بقيادة فخامة الرئيس محمد  ولد الشيخ الغزواني تطورات فيروس كوفيد 19  والتي باتت  تعرف اليوم بجائحة كورونا والتي اتخذت من أوهان مهدا لها ثم انطلقت لاحقا بسرعة برقية مخلفة القتلى والمرضى.
اوقف هذا الفيروس الكريه أقوى دول العالم اقتصادا عاجزة عن السيطرة عليه لما كان من تأخر شعوبها في فهم واستيعاب الوباء الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا يثقل كاهل الحكومات والشعوب. وبتوفيق من المولى عز وجل واكبت حكومتنا تطورات هذا الوباء لحظة بلحظة منذ انطلاقة الفيروس فتابعت بتمعن ويقظة تقارير منظمة الصحة العالمية مستفيدة من نصائحها للدول التي اصيبت.
وهنا لا أتحفظ على القول بأن الحكومة الموريتانية وفقت ولله الحمد في أن تكون على مستوى الحدث بفضل الله ومنته. وفي هذا السياق نتذكر انها كانت من الأمم السباقة لمواكبة التحدي والتخطيط للاحتمالات الاسوء – لاقدر الله.
ولأن التوكل  لايتنافى مع الحيطة والاحتراز امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اعقلها وتوكل”، فقد  تواجدت الجهات الحكومية المعنية أينما ووقتما ذكر اشتباه بحالة من هذا الوباء أعاذنا الله وبلادنا من المكاره. وحاربت الدولة الجائحة من عدة أبعاد منها على سبيل الحصر:
البعد الصحي:
من أجل مكافحة الفيروس فقد اتخذت الحكومة عدة إجراءات على مستويات صحية وأمنية واجتماعية. وحملت وزارة الصحة لواء التصدي للمرض دون أن تألو جهدا فكانت عيون القطاع ساهرة على التعاطي مع المرضى ودوائرهم  المقربة بالحجز بعيدا عن الاصحاء حتى يتماثل المريض للشفاء وتتاكد سلبية فحوص من خالطه من المرض.  بالإضافة الى حجز كل القادمين من الخارج وخصوصا من الدول التي تعتبر بؤرا للوباء، ويتم حجز هؤلاء فورا في فنادق ومنازل تليق بالمواطن ويتم ذلك في ظروف جيدة مع توفير مستشاري صحة لمتابعة خلوهم من اعراض المرض في فترة الحجز الصحي ليتاح لهم لاحقا الذهاب إلى منازلهم وأسرهم بعد التأكد من زوال الخطربالاضافة ألى توزيع معدات صحية وأجهزة الفحص المناسبة على المستشفيات خدمة للمرحلة..
البعد الامني:
أما من الناحية الأمنية فقد أظهرت الحكومة كامل التشدد فيما يتعلق بحماية مواطنيها ففرضت حظرا للتجول ابتداء من الساعة الثامنة قبل أن تغير التوقيت ليكون ابتداء من السادسة بعد الظهر وقد كانت القوات المسلحة وقوات الأمن حاضرة في الشوارع  وعلى الحدود من أجل حماية المواطن. كما سارعت الحكومة إلى اتخاذ قرار بإغلاق جميع الحدود رغم مافي ذلك من التحديات التي تدرك الدولة حجمها وحجم تأثيرها على حياة المواطن بل وحتى على الدولة نفسها غير أن صحة الموريتانيين تبقى هي الاعتبار الأول بالنسبة لفخامة الرئيس وللحكومة كما اكد فخامته في خطابه بتاريخ 14 مارس الماضي والذي اكد فيه أن الحكومة لن تتغلب على الوباء وحدها دون الشعب الذي هو مطالب بأن يتعاون مع حكومته لهزيمة هذا الوباء الذي خرج عن سيطرة دول هي أقوى من دولتنا اقتصاديا واكثر تجربة مع التعامل مع هذه الحالات الطارئة ووجه فخامته نداء لجميع المواطنين باتخاذ الوقاية كسلاح أنجع للتصدي لهذه الجائحة.
البعد الاجتماعي:
أما المحور الثالث فمتمثل  في لجان الحكومة المسؤولة عن توفير المواد الغذائية بأسعار تناسب الافراد وفرض عقوبات فورية واضحة للعيان على كل من تسول له نفسه استغلال الظرفية الحرجة للمواطنين لتحقيق أرباح في غير النطاق المعقول الذي تسمح به وزارة التجارة. وطمأنة الشعب بوجود فائض غذائي يكفي لما يقارب السنة.
ولهذا وذاك فإنه لايفوتنا كممواطنين موريتانيين أن التحدي كبير وأن الأمم جميعها حديثة عهد بهذا الوباء فلا دواء يعرف له حتى الآن بشكل مؤكد سوى الوقاية التي تطالب بها الحكومة صباح مساء والتي وجه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بها نداء لكل أبناء الوطن.
ومن هذا المنطلق فإننا جميعا مطالبون بإدراك ما يتوجب علينا فعله وخصوصا على نخبنا الشبابية الوطنية إزاء مايمر به البلد في هذه  الظروف الحرجة. فعلينا تحمل المسؤولية جمعا وفرادى  حتى لايقع ما لاتحمد عقباه لاسمح الله. ونحن  هنا إذ نقول قولنا هذا، فإننا نؤكد أننا لسنا بصدد تقديم حلول فرضية للأزمة الراهنة فبالطبع لا توجد وصفة جاهزة للتصدي لهذا الفيروس الفتاك ولكن ثمة تصورات وأفكار يمكن نقاشها وتطويرها بايدي شباب الوطن المؤمن به لإيجاد بدائل لكل ما من شأنه أن يخرق قوانين الوقاية المتبعة في بلدنا حفاظا علينا وعلى صحتنا جميعا.
أيضا من الحكمة ومن الاستجابة لتوصية النبي صلى الله عليه وسلم أن نعمل بالوقاية التي هي قطعا خير من العلاج ونستجيب لدعوة السلطات للحجز الصحي المنزلي  وذلك لضمان سلامتنا كمواطنين ولان من لايشكر الناس لايشكر الله، فنحن نثمن واجبا غير انه تمت تاديته بإتقان منقطع النظير حتى أشادت بها تغريدات من بلدان أخرى كشهادات وأوسمة تاريخية ستبقى فخرا لنا أبدا.
كما نثمن تفاعل المواطنين مع الحكومة واستجابتهم لمختلف قرارات الحظر والحجز المنزلي.
وعليه فإن الحرب النزيهة والجادة من الحكومة والشعب ضد هذا الفيروس البائس ستتكلل بالانتصار عليه بإذن الله وبفضله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً