ولد الأمجاد يحاضر عن الشيخ ولد بلعمش بين شنقيط وحلب

ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان المدن القديمة في شنقيط حاليا وبدعوة رسمية من وزارة الثقافة القى الكاتب والأديب  سيدي ولد الأمجاد  محاضرة مساء أمس بعنوان ( الشاعر الشيخ ولد بلعمش بين شنقيط وحلب ) تناول فيها ملامح الخطاب الشعري والتجربة الإبداعية عند الشاعر الراحل الشيخ ولد بلعمش رحمه الله من خلال ديوانه الأخير ( نقوش مسافرة ) الصادر عن وزارة الثقافة

وقدم ولد الأمجاد مدخلا تاريخيا لمحاضرته من خلال اعلام الشعر في مدينة شنقيط منذ محمدقلي وابن رازكة مرورا بأسماء شعرية من جيل الاستقلال حيث توقف في هذه المحطة مع نماذج من شعر القاضي محمد عبد الله ولد فال ولد أحمد محمود رحمه الله وقصيدته الترحيبية بأول وفد مصري يزور موريتانيا عام 1962

وفي محاضرته حول الشاعر المرحوم الشيخ ولد بلعمش اعتبر ولد الأمجاد ان الشيخ ولد بلعمش رحمه الله يأتي في طليعة الجيل الجديد في القصيدة الموريتانية الحديثة وأنه من أبرز شعراء الألفية محللا اهم خصائص الرؤية الشعرية عند ولد بلعمش على ضوء ديوانه الأخير نقوش مسافرة بعد ديوانه الأول بريد الراحلين

 

وحول دلالة الثنائية في عنوان المحاضرة ( من شنقيط إلى حلب ) أوضح ولد الأمجاد ان الشاعر الشيخ ولد بلعمش حلق عاليا في سماوات الإبداع الشعري من خلال الاتكاء على رصيد ادبي وثقافي ثر في مدينته شنقيط التي أنجبت جهابذة العلماء والأدباء مثل الطالب محمد ولد المختار ولد بلعمش  وإقامته في مدينة حلب الشهباء لعدة سنوات حيث تخرج من جامعتها في مجال الهندسة الميكانيكية وهو منعطف كبير قال ولد الأمجاد إن ولد بلعمش قد ولد فيه من جديد شاعرا كبيرا وكأنه هناك قد بايع المتنبي وابا فراس الحمداني وغيرهما من شعراء بلاد الشام

وحدد المحاضر سيدي ولد الأمجاد ما اعتبرها أهم السمات في الخطاب الشعري عند الشيخ ولد بلعمش رحمه الله فيما يلي :

اولا : النزعة الصوفية في محراب الوطن وهي تلك الغنائية الحالمة والرومانسية الحزينة أحيانا التي تتغنى بامجاد شنقيط وأرض الرجال موظفا في سياق ذلك جملة من الرموز والدلالات الشعبية والتراثية والحضارية

ثانيا : روح الثورة والحرية والإلتزام وفيها تناول المحاضر أسلوب ولد بلعمش في التعبير عن مظالم المواطن والفقراء والمهمشين الجائعين وتبنيه لقضايا العدل والمساواة والثورة ضد الظلم والطغيان كما في قصيدته أحلام محمود الحزينة حول إشكالية الرق والعبودية

ثالثا : قضايا الأمة والبعد التحرري والإنساني في شعر ولد بلعمش مثل قضية القدس الشريف واصداء أخرى متعددة لهذا النفس التحرري في قصائده الرائعة

رابعا : خصائص التجديد الشعري والمعجم اللغوي عند ولد بلعمش وفي هذا المحور أوضح المحاضر ولد أمجاد ان ولد بلعمش كان واحدا من رواد الحداثة الشعرية في موريتانيا شكلا ومضمونا فقد كتب قصيدة التفعلية بتقنيات متطورة كما في ديوانه الأخير كما أنه بطاقة تخيلية هائلة ولغة شعرية تخترق جدار التقليد استطاع بناء هندسة شعرية خاصة به جعلت منه شاعرا ملأ الدنيا وشغل  الناس مثل روح المتنبي وثورة أبي فراس الحمداني التي تلبسته في مدينة حلب الشهباء التي أقام فيها عدة سنوات خصبة في حياته الإبداعية


وفي الأخير تقدم المحاضر ولد الأمجاد بثلاث توصيات لإحياء ذكرى هذا الشاعر العظيم الذي لا يقل شأنا في رايه عن أبي القاسم الشابي الذي اختطفه الموت في ريعان الشباب بتونس :

1- ان تقوم شركة سنيم في نواذيبو بتخصيص جائزة سنوية للإبداع تسمى جائزة الشيخ ولد بلعمش للشعراء الشباب وفاء لذكرى هذا المهندس الشاعر الذي كان واحدا من الرموز الأدبية لهذه الشركة الوطنية الجامعة لكل أبناء وجهات الوطن وهي لفتة ستكون فريدة من نوعها إذا تبنتها الإدارة العامة الحالية للشركة وتم الإعلان عنها بمناسبة المهرجان السنوي للأدب الموريتاني الذي ستحتضنه مدينة نواذيبو في دورته القادمة

2- إنشاء متحف في نواكشوط باسم الشاعر الشيخ ولد بلعمش من طرف وزارة الثقافة يكون بيتا جامعا لمختلف آثاره الأدبية المقروءة والمسموعة والمكتوبة والصور والمقتنيات واللوحات الخاصة بها وما كتب عنه من شهادات ومقالات كوجهة  ثقافية مقصودة في نواكشوط  وفاء لذكرى هذا الشاعر المتميز

3- تنظيم ملتقى سنوي باسمه في مدينة شنقيط في 8 ديسمبر ذكرى رحيله يسمى ملتقى الشيخ ولد بلعمش للشعر العربي لمدة ثلاثة ايام يكون مناسبة هامة للشعراء العرب و الموريتانيين لاستحضار عطاء وروح هذا الشاعر الكبير في مدينته الغراء مدينة شنقيط

وتميزت محاضرة ولد الأمجاد التي نظمتها وزارة الثقافة الموريتانية بحضور جماهيري  مكثف من رواد مهرجان المدن القديمة في مقدمته العديد من الشخصيات الهامة بمدينة شنقيط مثل المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الكاتب والأديب امبارك ولد بيروك وعمدة شنقيط محمد ولد اعمارة ونائب مدينة شنقيط العربي ولد جدين وسفير موريتانيا في نيويورك سابقا عبد الرحيم والحضرمي في حين ترأس هذه الجلسة العلمية لمحاضرة ولد الأمجاد وأدار النقاش فيها الدكتور محمدو ولد احظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين والدكتور محمد الأمين ولد الناتي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة نواكشوط العصرية واشرف على تنظيمها وتنسيقها مستشار وزير الثقافة السيد يحي ولد أحمدو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً